![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
إذن فالخطوط العامة الرئيسية هي بذاتها موجودة ، والناس هم الناس، وإنما المهم أن نتعرض لبعض التفاصيل التاريخية التي يختص بها هذا العصر . وهي عدة أمور: الأمر الأول: انتقال الخلافة إلى بغداد ، وإعراضها عن سامراء إعراضاً تاماً .حيث بويع للمعتضد أبي العباس بن الموفق في بغداد عام 279(7). و بقيت سامراء لقمة سائغة للإضمحلال والفناء .
ـــــــــــــــــــ (3) المصدر ص111 (4) المصدر ص150 (5) الكامل ج6 ص198 (6) المصدر ص 244 وما بعدها (7) المصدر ص73 وما بعده.
الأمر الثاني: شهد هذا العصر ، نهاية صاحب الزنج ، علي بن محمد بعد أن عاث في البلاد الفساد وقتل وأحرق واستعبد الشيء الكثير حيث قتل عام 270 (1) .وقد خلف قتله الشعور بالسرور والبهجة في المجتمع . وقيلت في ذلك الأشعار (2). وكان أعظم من بلي في قتاله حسناً طلحة بن المتوكل الموفق وابنه المعتضد بالله ولؤلؤ غلام أحمد بن طولون الذي انشق عن مولاه. وقد سبق أن ذكرنا ان الحروب التي قام بها المعتضد في هذا المضمار أهلته للخبرة والقوة والإلتفات إلى السياسات العامة ، والإدارة التي طبقها في أثناء خلافته. ومن طريف ما ينقل عن المعتضد أنه بالرغم من قسوته المظلمة واستهانته بالدماء .وآلام التعذيب خلال خلافته (3)، كان متسامحاً مع العلويين، حتى أنه ورد من محمد بن زيد من بلاد طبرستان مال ليفرق في آل أبي طالب سراً ، فغمز بذلك إلى المعتضد ، فأحضر الرجل الذي كان يحمل المال إليهم .فانكر عليه إخفاء ذلك ، وأمره بإظهاره وقرب آل أبي طالب إليه (4).
ـــــــــــــــــــ (3) انظر المروج ج4 ص144 وص159 (4) انظر المروج ج4 ص181
وإنما كان ذلك بسبب رؤيته في المنام أمير المؤمنين عليه السلام ، حيث بشره بمصير الخلافة إليه ، وأوصاه بولده خيراً ، فقال له المعتضد: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين(1) .
وهو
الذي عزم على لعن معاوية بن أبي سفيان على المنابر ، وأمر بإنشاء كتاب يقرأ
على الناس (2) يذكر فيه الشيء الكثير من مثالب بني امية
،والأحاديث النبوية، والآيات
القرآنية في الطعن فيهم ووجوب البراءة منهم وبقي مصراً على كلامه ،حتى قال له
القاضي يوسف بن يعقوب : فما نصنع بالطالبين الذين يخرجون من كل ناحية ويميل
إليهم خلق كثير من الناس لقرابتهم من رسول الله (ص) ،فإذا سمع الناس ما في
الكتاب من إطرائهم كانوا إليهم أميل وكانوا هم أبسط السنة وأظهر حجة منهم اليوم
،فأمسك المعتضد ولم يأمر في الكتاب بعد ذلك بشيء(3).
ـــــــــــــــــــ (1) نفس المصدر والصفحة . (2) انظره في هامش الكامل ج6 ص85 نقلاً عن الطبري . (3) الكامل ج6 ص87 (4) انظر لمروج ج4 ص171.
|
|
![]() |
![]() |
|