ومن
المؤسف أن لا يكون تاريخ هذا البيان معروفاً بالتحديد وإنما غاية ما نعرفه هو
خروجه بواسطة الوكيل الثاني للإمام المهدي عليه السلام ، محمد بن عثمان العمري المتوفي عام 305(1)
. واما تاريخ توليه الوكالة بعد
ابيه فمجهول لجهالة تاريخ وفاة ابيه عثمان بن سعيد على ما سنسمع. ومن هنا لا
نستطيع ان نحدد مقدار الزمان الذي استمر جعفر يمارس نشاطه فيه. ولا الزمان
الذي تاب فيه وصدر عنه العفو، غير انه كان قبل سنة 305 وهو تاريخ مديد غير محدد
وهذا من فجوات التاريخ المؤسفة . وعلى الله قصد السبيل .
خاتمة
هذا القسم :
استطعنا في هذا القسم الأول : أن نحيط بالمهم من الظروف والملابسات التي
اكتنفت حياة الإمامين العسكريين عليهما السلام هذه الظروف التي انبثقت فيها
الغيبة الصغرى كما احطنا بالمهم من تاريخ الامام المهدي عليه السلام ، بحسب ما
ورد في تاريخنا الخاص ، في ولادته ونشأته في زمان أبيه ، وما نتج عن ذلك بشكل
مباشر بعد وفاة أبيه .
وبذلك
ينتهي القسم الأول من هذا التاريخ ، وهو في واقعه قسم تمهيدي، لما كرس له هذا
التاريخ من ذكر للغيبة الصغرى والإحاطة بخطوطها العامة وأساليب الإمام عليه
السلام في تدبير أمور مواليه وقيادتهم وهذا ما نتعرض له خلال القسم الثاني.
ـــــــــــــــــــ
(1) انظر
هامش الإحتجاج ج2 ص282 عن خلاصة العلامة ،وانظر الخلاصة : القسم الأول ص.149.
صفحة (338)
|