![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
وصول هذا المنصب إلى الشخص المخلص إخلاصاً بحيث لو كان المهدي تحت ذيله وقرض بالمقاريض ، لما كشف الذيل عنه .كما سمعنا في حقه وقد سبق أن قلنا :أن مهمة السفارة إنما تستدعي هذه الدرجة من ألإخلاص لأهميتها وخطر شأنها ،ولا تستدعي العمق الكبير في الثقافة الإسلامية ، أو سبق التاريخ مع الأئمة عليهم السلام ،فإنها إنما تعني بشكل مباشر نقل الرسائل من المهدي عليه السلام وإليه ،وتطبيق تعاليمه ..وهذا يكفي فيه ما كان عليه أبو القاسمبن روح ، من الإخلاص والثقافة الإسلامية . المصلحة الثانية: غلق الشبهة التي تصدر من المرجفين، من أنه إنما أوكل الأمر إلى ابن روح ، باعتبار كونه أخص أصحاب أبي جعفر العمري، وألصقهم به... فإنه لم يكن بأخصهم ولا بألصقهم. وإن كان من بعض أخصائه في الجملة. بل كانت الأذهان بعيدة عنه وكان احتمال الإيكال إليه ضعيفاً عند الواعين والمستبصرين بشؤون المجتمع من أصحابه ، حتى احتاج أبو جعفر لأجل ترسيخ فكرة الإيكال إليه وإيضاحها ، إلى تكرار الإعلان عن ذلك، وتقديمه على ساعة موته بسنوات. وإنما كانت الظنون تحوم حول اشخاص آخرين، أرسخ من أبي القاسم ثقافة وتاريخاً كجعفر بن أحمد بن متيل ، وأبيه، باعتبار خصوصيته وكثرة كينونته في منزله، حتى بلغ أنه كان في آخر عمره لا يأكل طعاماً إلا ما طبخ في ...
صفحة (409) منزل جعفر بن أحمد بن متيل وأبيه، وبالرغم من ذلك فقد أوكلت السفارة إلى الحسين بن روح .فسلم به الأصحاب، وكانوا معه وبين يديه ، كما كانوا مع أبي جعفر – رضي الله عنه -(1). ولم يزل جعفر بن أحمد بن متيل من جملة أصحاب أبي القاسم ابن روح وبين يديه كتصرفه بين يدي أبي جعفر العمري ..إلى أن مات رضي الله عنه فكان من طعن على ابي القاسم فقد طعن على أبي جعفر،وطعن على الحجة صلوات الله عليه(2). وعلى أي حال ، فقد تولى الحسين بن روح السفارة فعلاً، عن الإمام المهدي عليه السلام ..بموت أبي جعفر العمري عام 305 كما عرفنا إلى أن الحق بالرفيق الأعلى في شعبان عام ست وعشرين وثلثمائة . فتكون مدة سفارته حوالي الواحد والعشرين سنة . فإن استطعنا أن نضيف العامين أو الثلاث ، التي أمر فيها أبو جعفر العمري قبل موته بتسليم الأموال إليه ،ونص عليه بالوكالة و وتصورنا أن السفارة حينئذ كانت مسندة إلى شخصين دفعة واحدة ...فتكون مدة سفارته ثلاث وعشرون عاماً ، أو أكثر.
ــــــــــــــــ
(2) المصدر والصفحة . وكان أول كتاب تلقاه من الإمام المهدي عليه السلام ، كتاب يشتمل على الثناء عليه، ومشاركة الحملة التي بدأها أبو جعفر العمري في تعريف الحسين بن روح للرأي العام والأصحاب ، ممن مشى على خط الأئمة عليهم السلام، وقد مثل هذا الكتاب آخر وأهم خطوة في هذا الطريق لكي يبدأ هذا السفير بعدها مهمته بسهولة ويسر. وقد دعا له المهدي (ع) في الكتاب، وقال: عرفه الله الخير كله ورضوانه، وأسعده بالتوفيق وقفنا على كتابه، وثقتنا بما هو عليه. وأنه عندنا بالمنزلة والمحل اللذين يسر أنه زاد الله في إحسانه إليه. إنه ولي قدير .والحمد لله لا شريك له وصلى الله على رسوله محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً. وقد وردت هذه الرقعة يوم الأحد لست خلون من شوال سنة 305 . بعد حوالي الخمسة أشهر من وفاة أبي جعفر العمري ، الذي توفي في جمادى ألاولى من نفس العام . وقد اضطلع أبو القاسم منذ ذلك الحين بمهام السفارة. وقام بها خيلا قيام ، وكان من مسلكه الإلتزام بالتقية المضاعفة ، بنحو ملفت للنظر ، بإظهار الإعتقاد بمذهب أهل السنة من المسلمين. يحفظ بذلك مصالح كبيرة ، ويجلب بها قلوب الكثيرين، على ما ياتي التعرض له فيما يلي من البحث .حتى أننا نسمع أنه يدخل عليه عشرة أشخاص تسعة يلعنونه وواحد يشكك ، فيخرجون منه تسعة منهم يتقربون إلى الله بمحبته وواحد واقف .يقول الراوي: لأنه كان يجارينا من فضل الصحابة ما رويناه وما لم نروه ، فنكتبه نحن عنه – رضي الله عنه-(1) وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على لبلقته وسعة اطلاعه وتوجيهه على هذا المسلك من قبل الإمام المهدي عليه السلام .
ــــــــــــــــ
صفحة (411) |
|
![]() |
![]() |
|