![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
وكلمات الإمام المهدي عليه السلام فيه ، متظافرة ومتواترة ، فقد سمعناه يعزيه بوفاة أبيه ويثني عليه الثناء العاطر ،ويشجعه وهو في أول أيام اضطلاعه بمهمته الكبرى. وقال في حقه: لم يزل ثقتنا في حياة الأب – رضي الله عنه وأرضاه وانضر وجهه – يجري عندنا مجراه ويسد مسده ، وعن أمرنا يأمر الإبن وبه يعمل(2) . وغير ذلك من عظيم الاجلال والإكبار(3). والتوقيعات كانت تخرج على يده ،من الإمام المهدي (ع) في المهمات ، طول حياته ، بالخط الذي كانت تخرج في حياة أبيه عثمان .لا يعرف الشيعة في هذا الأمر غيره ولا يرجع إلى أحد سواه .وقد نقلت عنه دلائل كثيرة. ومعجزات الإمام ظهرت على يده .وأمور أخبرهم بها عنه زادتهم في هذا الأمر بصيرة(4) . وبقي مضطلعاً بمسؤولية السفارة نحواً من خمسين سنة(5). حتى لقي ربه العظيم في جمادى الأولى سنة خمس وثلثمائة(6) أو أربع وثلاثمائة (7).
ــــــــــــــــ
(3) نفس المصدر والصفحة . (4) نفس المصدر ص221. (5) نفس المصدر ص223. (6) انظر الغيبة ص223 والكامل ج6 ص159 وابن الوردي ج1 ص255. (7) انظر غيبة الشيخ الطوسي ص223 وأعلام الورى ص416
صفحة (403) وإذ يكون تاريخ وفاة أبيه مجهولاً ، مع الأسف يكون مبدأ توليه للسفارة مجهولاً أيضاً ، غير أنا نعرف أنه كان سفيراً قبل عام 267 لإن ابن هلال الكرخي طعن في سفارته، وكان أحد المنحرفين عن خطه على ما سنسمع في الفصل الآتي ، وكانت وفاة ابن هلال عام 267 (1) أي بعد وفاة الامام العسكري بسبع سنين ، وبذلك يمكن القول على وجه التقريب :ان الشيخ عثمان بن سعيد تولى السفارة خمس سنوات وتولاها ابنه اربعين ستة. وبهذا التحديد لمدة سفارته، نستطيع ان نعرف، انه رضي الله عنه، اطول السفراء بقاء في السفارة ومن ثم يكون اكثرهم توفيقاً في تلقي التعاليم من الامام المهدي (ع) واوسعهم تأثيراً في الوسط الذي عاش فيه ،والذي كان مأموراً بقيادته وتدبير شؤونه. وكان لابي جعفر العمري، كتب مصنفة في الفقه، مما سمعه من ابي الحسن العسكري عليه السلام ،ومن الصاحب "المهدي" (ع) ومن ابيه عثمان بن سعيد عن ابي محمد وعن ابيه علي بن محمد "الامام الهادي" عليهما السلام. فيها كتب ترجمتها : كتب الأشربة .
ــــــــــــــــ
صفحة (404) ذكرت الكبيرة أم كلثوم بنت أبي جعفر أنها وصلت إلى أبي القاسم الحسين بن روح – رضي الله عنه – عند الوصية إليه ،وكانت في يده قال أبو نصر وأظنها قالت : وصلت بعد ذلك إلى ابي الحسن السمري – رضي الله عنه وأرضاه (1). كان يعلم بارشاد من الامام المهدي عليه السلام – بزمان موته ،إذ حفر لنفسه قبراً وسواه بالساج .يقول الراوي :فسألته عن ذلك ، فقال : للناس أسباب .وسألته عن ذلك ،فقال : قد أمرت أن أجمع أمري فمات بعد ذلك بشهرين. وكان قد أعد لنفسه ساجة نقش النقاش آيات من القرآن الكريم وأسماء الأئمة عليهم السلام على حواشيها. قال الراوي :فقلت له : يا سيدي ما ما هذه الساجة ؟ فقال لي : هذه لقبري تكون فيه أوضع عليها " أو قال أسند عليها". وقد عرفت عته .وأنا في كل يوم أنزل فيه فاقرأ جزءاً من القرآن فيه وأصعد .وأظنه قال : فأخذ بيده وادانبه . فإذا كان يوم كذا وكذا من شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا صرت إلى الله عز وجل ،ودفنت فيه وهذه الساجة معي. فقال الراوي: فلما خرجت من عنده اثبت من ذكره ،ولم أزل مترقباً به ذلك، فما تأخر الأمر ، حتى الأمر، حتى اعتل ،فمات في اليوم الذي ذكره من الشهر الذي قاله السنة التي (2) ذكرها ولم يفت أبو جعفر العمري رضي الله عنه ، أن يوصي إلى خلفه السفير الثالث : الحسين بن روح ، بأمر من الحجة المهدي (ع).
ــــــــــــــــ
(2) الغيبة ص222 ، انظر كل هذه التفاصيل .
|
|
![]() |
![]() |
|