![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
كان الإتجاه العام للشعب الموالي لخط الإمام عليه السلام ، خلال الغيبة الصغرى مركزاً حول عدة نقاط ، تكاد تكون مترابطة: الظن لهم بأفضل أشكاله .. بما هم أهل لذلك .لما هو معروف عند الشعب الموالي من نصوص أئمته الماضين عليهم السلام في توثيق وتجليل ومدح السفيرين الأولين، على ما سوف نعرضه في ترجمتها .مضافاً إلى التجربة الفعلية، والمعاشرة من قريب أو بعيد ... التي عاشها الناس مع السفراء الأربعة ، قبل سفارتهم وبعده، فعرفوا بالإخلاص والإيمان والصدق والتقوى ، بنحو يجعلهم في السنام الأعلى من خاصة الشعب الموالي . فكانوا لا يشكون، بأي حال من الأحوال ، بما ينقله أحد السفراء إليهم شفوياً أو كتبياً عن المهدي (ع) . مضافاً إلى ما عرفناه من استدلالهم على صدق الرسالة من خطها ، ومن مضمونها ، ومن أسلوب تبليغها. النقطة الثانية: الرجوع في مشكلات الأمور العقائدية والفقهية والشخصية إلى الإمام عليه السلام ، عن طريق سفرائه ، لكي يذللها لهم برأيه وحكمته .. على ما سوف يأتي تفصيله في مستقبل البحث . وبذلك يكون المهدي (ع) وهو في غيبته قد أخذ زمام الإدارة لقواعده الشعبية ومواليه ،وتدبير أمورهم، وإرشادهم ، فيما ينبغي أن يفعلوا أو أن يتركوا. النقطة الثالثة: الاعتماد على التسالم على امر من الأمور الموجودة بين أفراد الشعب الموالي أو الرأي العام الذي يوجد لديه ، تجاه أي مسألة أو مشكلة.
فكان الفرد منهم ، يرجع – فيما يرجع إليه من قواعد شريعته – إلى ما تسالم عليه اخوانه في العقيدة تجاه الأمر الذي يفكر فيه ، لو كان أمراً متسالماً عليه ، كما هو الحال في عدد من الأمور والأفكار ..التي لا يستطيع الفرد مخالفتها إلا بإعلان مخالفته مع الشريعة نفسها ، والكشف عن انحرافه وفساد عقيدته أو سلوكه. وهذا التسالم ، تستقيه القواعد الشعبية من خاصتها وموجهيها وعلمائها على وجه العموم ،ومن السفراء على وجه الخصوص .وأما هؤلاء الخاصة فيتسالمون على الأمر نتيجة للقواعد الاسلامية التي يعرفونها أو باعتبار صدور نص فيها من قبل الامام المهدي (ع) على يد أحد سفرائه، أم باعتبار تجربة حسية عاشوها مع سلوك الفرد الذي تسالموا على انحرافه. وذلك كالتسالم على وثاقة السفيرين الأولين(1)، وعلى وثاقة السفير الثالث الحسن بن روح (2) بل على وثاقة السفراء الأربعة جميعهم . وكالتسالم على انحراف ولعن الشلغماني ابن أبي العزاقر(3) والتسالم بان كل من ادعى السفارة بعد السمري فهو كافر ضال مضل (4). فكانت هذه الأمور وأمثالها من الأمور الواضحة ،غير القابلة للمناقشة ، يتلقاها الخلف عن السلف والجاهل عن العالم والعامة عن الخاصة . وتعتبر جزءاً من معالم الدين . فهذه هي النقاط الرئيسية، لما كانت تتوخاه القواعد الشعبية الموالية في علاقتهم مع إمامهم المهدي وسفرائه. ــــــــــــــــ (1) الغيبة للشيخ الطوسي ص215 (2) المصدر ص227 (3) المصدر ص250 (4) المصدر ص255
صفحة (382) النقطة الأولى: الاضطلاع بقيادة قواعدهم الشعبية الموالية للامام المهدي عليه السلام ،من الناحية الفكرية والسلوكية طبقاً لاوامره عليه السلام ،أو بتعبير آخر: التوسط في قيادة المهدي (ع) للمجتمع وتطبيق تعاليمه فيه ، طبقاً للمصالح التي يراها ويتوخاها. النقطة الثانية: الاخلاص في السفارة عن المهدي عليه السلام، وفي خدمة قواعدهم الشعبية المفتقرة إلى قيادتهم ، وسفارتهم كل الافتقار .. والتضحية في سبيل ذلك بالغالي والنفيس. النقطة الثالثة: أن لا يكون عملهم ملفتاً للنظر ، وأن تكون حياتهم وتجارتهم طبيعية جداً ، غير مثير لأي تساؤل أمام الدولة وعملائها وقواعدها الشعبية . وقد سمعنا كيف أن عثمان بن سعيد العمري السفير الأول، كان يوصل الأموال إلى الإمامين العسكري عليه السلام في جراب الدهن الذي كان يتاجر به. ولم يتغير الخط الأساسي الذي كانت تسير عليه الدولة بعد وفاة الامام العسكري (ع) وبدء الغيبة الصغرى ... فنعلم من ذلك استمرار العمري على أمثال هذا الاسلوب عند سفارته عن المهدي (ع) خلال هذه الفترة .
|
|
![]() |
![]() |
|