![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
وذلك لمبررات ثلاثة مجتمعة او متفرقة. المبرر الاول: ان هذا الاعراض الكامل ، يشكل احتجاجاً صامتاً وشجباً سلبياً ، لمجموع الخط الذي يسير عليه الناس المنحرفون وذوو المصالح الشخصية الصانعين لتلك الحوادث الممثلين لها على مسرح التاريخ ابتداء من الدولة وانتهاء بقواعدها الشعبية ..ذلك الخط المنفصل عن خطه عليه السلام . والمنهج المغاير لمنهجه .. ذلك الخط الذي تشترك الدولة واعداؤها بالسير عليه والانتفاع به ، فانهم مهم اختلفوا في شيء فهم لا يختلفون في معادات الإمام عليه السلام وإنكار وجوده ، مطاردة قواعده الشعبية. والمهم لديه ، وهو المؤمل لإقامة الحق المطلق في الأرض ، أن يهمل هذا الإنحراف إهمالاً تاماً ، ويتسامى عن مسيرته أو القول فيه أو التعليق عليه جملة وتفصيلاً . حتى كأن شيئاً لم يحدث، وكأن الموجود في الأرض ليس إلا حقه المطلوب وأهدافه المنشودة. المبرر الثاني: إن ديدن المهدي في بياناته وتوقيعاته كان في الغالب مكرساً على أجوبة الأسئلة التي كانت ترفع إليه من مواليه بواسطة سفرائه ، ولم يخرج منه توقيع ابتدائي بدوت سؤال ، إلا نادراً فيما يخص حال سفرائه كالتعزية بسفيره الأول ، والإعلان عن النقطاع السفارة بموت الرابع .
ومن هنا يصبح من المنطقي، أن لا نتوقع من المهدي عليه السلام تعليقاً على أحد الحوادث العامة، إلا إذا سأله عنه بعض الموالين أو طلب منه التعليق عليه ، وهذا مما لم ينقل في رواياتنا حدوثه. والسبب في إهمال السؤال عن هذه الأمور، هو: ان القواعد الشعبية الموالية للإمام عليه السلام تنقسم إلى قسمين: القسم الأول: وهم الأكثر والأغلب .. اناس يقل وعيهم ويتضاءل فهمهم الإجتماعي إلى حد كبير .فهم وإن اطلعوا على أحكامهم الدينية من الناحية الشخصية ، على مذهب اهل البيت عليهم السلام .إلا أنهم لم يكونوا مدركين بوضوح ، الإتجاه الإجتماعي والسياسي لأئمتهم عليهم السلام خاصة ولأحكام الإسلام عامة. وخاصة ، وإن التاريخ القريب الذي عاشوه كان يذكي أوار الجهل ويؤكد هذا التخلف فيهم ، وذلك لما عرفناه من السياسة العباسية في عزل الأئمة عليهم السلام عن قواعدهم الشعبية ،وحجزهم في العاصمة وتقريبهم الى البلاط ... لأجل الاغراض التي عرفناها وفصلناها. ومما سبب نمو جيل من الشعب الموالي منفصل عن قادته وموجهيه ، محروم من علومهم و وعيهم وثقافتهم.
وقد
أصبح هذا الجيل . خلال الغيبة الصغرى هو الجيل السائد الذي يمثل الاغلبية
الكاثرة ،الجاهلة .. ومن ثم لا ينبغي ان نتوقع من مثل هذا الجيل ان يسأل عن رأي
الامام عليه السلام أو فتوى الإسلام في أي شيء من الحوادث الإجتماعية أو
الدولية. القسم الثاني: وهم الأقل ... واعون مثقفون بتعاليم الأئمة السابقين عليهم السلام ،وهم العارفون لإتجاهاتهم وطرق تفكيرهم وتدبيرهم .. فمثل هؤلاء ..إما أن يكونوا عالمين برأي الإمام عليه السلام سلفاً بدون حاجة إلى سؤال ،وذلك لوضوح اتحاد اتجاهه عليه السلام مع اتجاه آبائه.وهم يعرفون القواعد الإسلامية العامة التي يقيسون بها الأحداث الإجتماعية والدولية ، فالفرد منهم يسأل نفسه عن تفسير الأحداث ويجيبها ، ويتخذ تجاهها مسلكاً موزوناً بميزان وعيه وفهمه الإسلامي الذي تلقاه عن أئمته عليهم لاسلام ، من دون الحاجة إلى تجشم مؤونة السؤال. وأما أن لا يكون الفرد من هؤلاء الخاصة عالماً بالرأي الإسلامي في حادثة أو عدة حوادث ..ولكنه مع ذلك لا يمكنه السؤال عنها، لأن هؤلاء الخاصة معروفون للدولة، تراقب أعمالهم .وتحسب عليهم أقوالهم .. وهذا يكون من أكبر الموانع عن السؤال عن مثل تلك الأمور. المبرر الثالث: خوف الإمام المهدي (ع) على قواعده الشعبية من عسف الدولة وضيق الخناق ، إذا وجد لديهم رأي الإمام في أمر سياسي أو حادث اجتماعي . وذلك بأحد اعتبارين:
|
|
![]() |
![]() |
|