الطريق الثالث: الاجوبة على المسائل وحل المشكلات وقضاء الحاجات عن طريق وكلائه بطريق منطقي حكيم منسجم مع اسلوب آبائه عليهم السلام في مثل هذه المواقف ، بنحو يعلم بعدم تمكن السفير من ان ياتي بمثله او ان يخطر على باله . وخاصة إذا اقترف ذلك بامر يجهله السفير اساساً ، مما قد أثبته المهدي عليه السلام في توقيعه.

الطريق الرابع : التزام نحو معين من الخط، الذي كان يعرفه الخاصة من مواليه ،وموالي أبيه عليهما السلام ، فإن اختلاف الخطوط باختلاف الأشخاص من أوضح الواضحات .وهو يستخدم على التعرف على صاحبه في مختلف المجالات ، القانونية  والفقهية  وغيرها.

فكان لخط الإمام المهدي عليه السلام ، مميزاته الخاصة التي يعرفها الخاصة ، والتي لا يمكن تقليدها . كخط أي شخص آخر ، حتى للسفير نفسه ، على انها محفوظة بذاتها و متشاكلة  على ايدي السفراء الأربعة ، على اختلاف خطوطهم الشخصية و طبائعهم النفسية (1).

فهذه هي العناوين العامة لهذه الطرق ، وسيأتي التعرض للتفاصيل التاريخية في مستقبل البحث .

النقطة الثانية: الإختفاء عن السلطات اختفاء تاماً ، بحيث يتعذر وصولهم إليه مهما كلفهم الأمر ، ويتم ذلك بعدة طرق:

الطريق الأول: عدم نمكين المشاهدة ، إلا ممن يحرز  فيه عمق الإخلاص وعدم إفشاء السر الذي قد يؤدي إلى الخطر.

ــــــــــــــــ
(1) انظر للنموذج البحار ج13 ص95 وغيبة الشيخ الطوسي 216 وص220


صفحة (369)
 

الطريق الثاني: إيصاء الشخص المشاهد – تأكيداً لذلك – بعدم الافشاء والاحتياط من هذه الناحية على امامه. بحيث يكون الفرد ذو مهمة مزدوجة ، فهو يجب عليه التبليغ من مشاهدة الامام عليه السلام كما يجب عليه الالتزام في اخباره وتبليغه بان لا يزلق الى ما لا يحمد عقباه.

الطريق الثالث: تحريم التصريح بالسم ، ومنعه منعاً باتاً ،الى حد يمكن ان يقال: انه كان مجهولاً عن الكثير من الخاصة الموالية ، فضلاً عن سائر المسلمين ، وخاصة من يمت الى السلطات بصلة.

ومن هنا كان يعبر عنه الخاصة – عند الحاجة ـ بتعبيرات مختلفة تشير اليه اجمالاً، ولا تعنيه شخصياً.. كالقائم والغاريم ،والحجة والناحية وصاحب الزمان ونحو ذلك ،ويتجنبون بالكلية التعرض لاسمه الصريح .فانهم "ان وقفوا على الاسم اذاعوا وان وقفوا على المكان دلوا عليه" (1).

الطريق الرابع: الاختفاء التام عن السلطات ، وعن كل من لا يواليه.. اختفاء تاماً مطلقاً . فلئن كان عليه السلام في غضون الغيبة الصغرى ، قد يجتمع ببعض الموالين ،فانه لا يجتمع بمن سواهم على الاطلاق. الا ما كان لاقامة الحجة، واظهار التحدي للسلطات مع عدم امكان إلقاء القبض عليه. كما حدث لرشيق صاحب المادراي حين ارسلته السلطات للكبس على دار المهدي عايه السلام في سامراء على ما سوف نسمع.

ــــــــــــــــ
(1) الغيبة للشيخ الطوسي ص222


صفحة (370)
 

الطريق الخامس: تحويل مكانه بين آونة واخرى. بنحو غير ملفت للانظار .

وهذا هو المستنتج من مجموع الروايات على مكانه في الجملة . حيث تدل بعضها على وجوده في مكان .وتدل بعضها على وجوده في مكان ثان او ثالث وهكذا ... وهذا صحيح باختلاف الازمان وتعدد الايام والسنين خلال الغيبة الصغرى ..وسنسمع تفصيل ذلك في فصل آت من هذا التاريخ .

الطريق السادس: السكوت التام .. ومن ثم الغموض المطلق، بل الجهل الكامل بطريقة اتصال الوكيل الخاص بالمهدي عليه السلام .هل هو بطريق المواجهة أو بطريق آخر، وأين تحدث المواجهة وكيف؟ ولو لم تحدث المواجهة فكيف تصل أجوبة المسائل وحلول المشكلات .

كل ذلك كان مجهولاً تماماً لدى كل إنسان مهما كان خاصاً ومقرباً ، ما عدا السفير نفسه ، الذي يضطلع بهذه المهمة.

ومن الممكن القول بان السفير كان منهياً عن التصريح به أساساً لكل أحد ، ومن ثم كان الشخص يقدم السؤال ثم يأتي بعد يومين أو أكثر ليأخذ جواي سؤاله. ولم يرد في الروايات أي إشارة لطريقة استحصال الجواب من الإمام عليه السلام.


صفحة (371)