![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
مضافاً إلى اسقلال الوكلاء عن المهدي(ع) بالتحريض أمر غير صحيح بطبيعة الحال ومناف لوظيفتهم الإجتماعية الإسلامية ، وأما تحريضهم على الثورة بامر من المهدي عليه السلام ، فهم مما لا يحدث، فإن المهدي (ع) لن يقوم إلا بثورته الكبرى حين يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. ولن تكون التمردات الصغرى مهمة في نظره ولا دخيلة في وظيفته الإسلامية .
وعلى أي حال ، فالذي أشعر به ملياً ، أن نوع الثورات الداعية إلى الرضا من آل محمد ، قد انقطع بانقطاع عهد الظهور ، عهد اتصال الأئمة عليهم السلام بالناس، وكل الثورات اللاحقة لذلك في التاريخ الإسلامي إلى عصرنا الحاضر، إنما هو انعكاس صحيح أو منحرف أو تأثر بقليل أو بكثير بتلك الثورات الجليلة المخلصة. التي بدأت بثورة الحسين عليه السلام ، وانتهت بانتهاء عصر الظهور.
الفصل الثاني
الاتجاهات العامة في هذه الفترة ويتدرج في ذلك الإتجاه العام للإمام المهدي عليه السام نفسه ، خلال هذه الفترة التي تمثل غيبته الصغرى ،كما يندرج فيه الإتجاهات العامة لمواليه المعتقدين بإمامته ولسرائه الذين يمارسون قيادة المجتمع بالوكالة عنه وللدولة بما فيها من حكام وسلطات. ونتكلم في ذلك ضمن عدة أقسام: القسم الأول: الإتجاه العام للإمام المهدي (ع) . كان الإتجاه العام لسياسة المهدي عليه السلام . في اتصاله بقواعده الشعبية ، وقيادته لهم ، على ما يدلنا عليه تاريخنا الخاص ... مندرجاً في عدة نقاط. النقطة الأولى: إقامة الحجة على وجوده بشكل حسي واضح ، لكي يكون مستمسكاً واضحاً أكيداً لدحض ما قد يثار من الشبهات والأسئلة حول ولادته ووجوده.
وكانت هذه النقطة مما سار عليه والده الامام العسكري عليه السلام ،كما عرفنا في تاريخ الفترة السابقة ،حيث رأيناه يعرض ولده المهدي على الخاصة من اصحابه ،وينص على امامته بعده ، وانه هو الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً. واستمر المهدي عليه السلام سائراً على ما سار عليه ابوه في ذلك لاستمرار الاسئلة والاشكال عن قصد او غير قصد ، خاصة مع اختفاء الامام وغموض مكانه . ووجود الانحرافات بين اصحابه ، كالذي عرفناه من عمه جعفر ، وسمعناه ونسمعه عن الشلغماني وغيره. وكان للمهدي لاثبات وجوده بالطريق الحسي الواضح عدة طرق : الطريق الاول: تمكين عدد من الخاصة من مشاهدته عياناً وايصاؤهم بتبليغ ما شاهدوه الى الناس ، وخاصة القواعد الشعبية الموالية للامام عليه السلام ، مع إيصاؤهم بكتمان المكان وغيره من الخصوصيات التي قد تدل عليه وتيسر للسلطات طريق الوصول إليه. الطريق الثاني: إقامة المعجزة بطريق غير مباشر لبعض الأشخاص ممن لا يواجهه مباشرة .بإرسال رسالة شفوية اليه عن طريق خادم او غيره تتضمن اسم الشخص (ان كان مما ينبغي عادة ان يكون مجهولاً) ووصفه للمال الذي يحمله والبلد الذي جاء منه ونحو ذلك ، مما لا يمكن ان يصدر الا عن حجة الله تعالى على خلقه.
|
|
![]() |
![]() |
|