|
|||||
|
اولئك قوم يأتون في آخر الزمان قزع كقزع الخريف . والرجل والرجلان والثلاثة من كل قبيلة ، حتى يبلغ تسعة .أما والله ، إني لأعرف أميرهم ومناخ ركابهم ... الحديث . وفي حديث آخر عن علي (ع) ، قال فيه : ثم يجتمعون قزعاً كقزع الخريف من القبائل ما بين الواحد والإثنين والثلاث والأربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة . وفي حديث آخر عن المفضل بن عمر ، قال : قال: ابو عبد الله (ع) : إذا أذن الإمام ، دعا الله باسمه العبراني فاتيحت (فانتخب) له صحابته الثلاثمائة والثلاثة عشر، قزع كقزع الخريف .فهم أصحاب الألوية . منهم من يفقد عن فراشه ليلاً فيصبح بمكة . ومنهم من يرى يسير في السحاب نهاراً يعرف بإسمه واسم أبيه وحليته ونسبه .قلت جعلت فداك أيهم (أيهما) أعظم إيماناً ؟ قال : الذي يسير في السحاب نهاراً .وهم المفقودون .وفيهم نزلت هذه الآية :أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً (2). وفي خبر آخر (3) عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين أو عن محمد بن علي (ع) أنه قال : الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمكة . وهو قول الله عز وجل : أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً ، وهم أصحاب القائم (ع) . وفي حديث آخر عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر(ع) أنه قال : فيكون أول خلق الله مبايعة له أعني جبرائيل. ويبايعه الناس الثلثمائة والثلاثة عشر. فمن كان ابتلى بالمسير وافى في تلك الساعة ، ومن افتقد من فرشه(3). وهو قول أمير المؤمنين علي(ع) : المفقودون من فرشهم ، وهو قول الله عزوجل : فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً ... الحديث .
صفحة (264) ـــــــــــــــــ (1) ص 168 (2) من الغبة وكذلك الحديثين اللذين بعده . (3) الغيبة للنعماني ص169 وانظر نفس المضمون في إكمال الدين للصدوق مروياً عن الإمام الجواد (ع) . (4) المصدر و الصفحة وكذلك الحديث الذيبعده . (5) معطوف على المبتدأ (من كان ) يعني أنه يوافي أيضاً .
وفي حديث آخر(1) عن أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر (ع) ، قال: أصحاب القائم ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً أولاد العجم .بعضهم يحمل في السحاب نهاراً يعرف بإسمه واسم أبيه وحليته .وبعضهم نائم على فراشه ، فيوافيه في مكة على غير ميعاد . وفي خبر آخر(2) عن حكيم بن سعيد قال سمعت عليلً (ع) يقول : إن اصحاب القائم شباب لا كهل فيهم ، إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد .وأقل الزاد الملح .وأخرج الشيخ في الغيبة(3) نحوه . وأخرج الطبرسي(4) في حديث عن أبي بصيرعن أبي عبد الله (ع) أنه قال فيه : لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام ، جبرائيل بين يديه ينادي بالبيعة له . فتصير شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طياً حتى يبايعوه . فيملأ الله به الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً .وأخرج المفيد في الإرشاد(5) نحوه. وفي خبر آخر(6) عن محمد بن مسلم الثقفي ، قال سمعت أبا جعفر (ع) ، يقول : القائم منا منصور بالرعب ، مؤيد بالنصر، إلى أن قال :فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، إلى أن قال: فإذا اجتمع له العقد : عشرة الآف رجل ، فلا يبقى في الأرض معبود دون الله ... الحديث .
ـــــــــــــــــ (1) الغيبة للنعماني ص170. (2) المصدر والصفحة. (3) ص28. (4) أعلام الورى ص430. (5) ص341. (6) أعلام الورى ص433.
وأخرج المفيد في الإرشاد(1) عن المفضل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله (ع) في حديث ، بعد أن ذكر مبايعة القائم ، قال: وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ، فيبايعونه .ويقيم بمكة حتى يتم أصحابه عشرة آلاف نفس ، ثم يسير منه إلى المدينة . وأخرج الصدوق في إكمال الدين(2) بسنده عن أبي بصير قال : سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد الله (ع) : كم يخرج مع القائم (ع) فإنهم يقولون :إنه يخرج مثل عدة أهل بدر ، ثلثمائة وثلاثة عشر رجلاً قال: ما يخرج إلا في أولي قوة ،وما يكون اولوا قوة أقل من عشرةآلاف . إلى غير ذلك من الروايات . وهناك بعض الروايات تقوم بتعداد أماكن و(جنسيات) أصحاب الإمام المهدي (ع) وتعرب ايضاً عن (المشكلة القانونية) التي سيحدثها وجودهم في مكة قبل الظهور ، وسنسمع طرفاً منها في هذا الفصل . كما أن هناك من الروايات ما يوضح شجاعتهم وإمانهم وإخلاصهم لقائدهم والأعمال الموكولة إليهم. وهذا ما سنذكره فيما بعد كلاً في مكانه المناسب . الجهة الثانية : في أهمية أصحاب الإمام المهدي (ع) : يكتسب أصحاب الإمام المهدي (ع) أهميتهم من جهة كونهم ناجحين وممحصين في التمحيص الإلهي الذي كان ساري المفعول في عصر الغيبة الكبرى ، كما عرفنا .فقد اثبتوا ـ من خلال التمحيص الذي عاشوه ـ جدارتهم وإخلاصهم وقدرتهم على التضحية الكبرى في سبيل الأهداف الإسلامية العليا . وهذه هي الجهات الرئيسية التي تميز المؤمن الحقيقي ، والمشارك الرئيسي في تنفيذ الأهداف الإسلامية ، عن غيره .وكلما كان الهدف أوسع وأكبر احتاج إلى تركيز في الإيمان والإخلاص ، بشكل اعمق . فكيف لو كان هدفاً عالمياً لم ينله فيما سبق أي قائد كبير ولا نبي عظيم .وإنما كان خط الأنبياء والمرسلين ، وما نالته البشرية من مظالم وما ادته من تضحيات كلها من مقدمات هذا الهدف الكبير وإرهاصاته . وقد كان التخطيط العام السابق على الظهور مركزاً من أجل إنتاج هؤلاء على المستوى المطلوب لهذا الهدف الكبير .
ـــــــــــــــــ (1) ص343. (2) انظر المصدر المخطوط .
|
||||
|
|||||