الفصل الرابع

أصحاب الإمام المهدي (عج)


جنسياتهم ـ عددهم ـ كيفية اجتماعهم .

وينبغي أن نتكلم عنهم ، رضي الله عنهم في عدة جهات :

الجهة الأولى : في الروايات التي تخص اصحاب القائم المهدي (ع) وتتكفل بيان خصائصهم وصفاتهم ،حتى ما إذا حملنا عن ذلك فكرة كافية ، انطلقنا في الجهات الآتية إلى إعطاء فهم متكامل لما سمعناه .

والروايات بهذا الصدد كثيرة جداً ، ومتوفرة المصادر العامة والخاصة معاً ، بعضها مختصر العبارة وبعضها مسهب ، ونحن نقتصرعلى جملة كافية منها :

أخرج مسلم في صحيحه(1) عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله (ص) : ـ  في حديث ـ :

إني لأعرف أسماءهم وأسماء أبائهم وألوان خيولهم .هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ ، او من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ .

وأخرج أبو داود(1) بسنده عن أم سلمة عند موت الخليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه ، إلى أن قال: فإذا رأى الناس ذلك اتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق ، يبايعونه بين الركن والمقام .


صفحة (261)

ـــــــــــــــــ  

(1) ج8ص178.

(2) ج2ص423 .

 
ونقل هذا الحديث عن أبي داود وابن عساكر في المصادر المتأخرة عتهما . كالصواعق المحرقة لأبن حجر، والبيان للكنجي ،وينابيع المودة للقندوزي ، ونور الإبصار للشلبجي ، وإسعاف الراغبين للصبان وغيرها ...
وأخرج ابن ماجة(1) عن عبد الله ، قال : بينما نحن عند رسول الله (ص) .إلى أن قال :

حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود ، فيسألونه الخير ، فلا يعطونه .فيقاتلون فينصرون .فيعطون ما سالوا ، فلا يقبلونه ... حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها قسطاً كما ملؤوها جوراً .

فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج .

وفي حديث آخر(2) قال :

قال رسول الله (ص) : يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي ـ يعني سلطانه ـ .

وأخرج الحاكم في المستدرك (2) بسنده عن محمد بن الحنفية قال : كنا عند علي رضي الله عنه ، فسأله رجل عن المهدي .

فقال رضي الله عنه :هيهات ،ثم عقد بيده سبعاً ، فقال: ذاك يخرج في آخر الزمان .إذا قال الرجل :الله الله ، قتل. فيجمع الله تعالى له قوماً ، قزع كقزع السحاب ، يؤلف الله بين قلوبهم ، لا يستوحشون إلى أحد ، ولا يفرحون بأحد . يدخل فيهم على عدة أصحاب بدر ، لم يسبقهم الأولون ولايدركهم الآخرون .وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جازوا معه النهر ... الحديث

قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

 

صفحة (262)

ـــــــــــــــــ  

(1) ج2 ص1366

(2) ابن ماجة ج2 ص1368
(3) ج4ص544

 

وأخرج القندوزي في الينابيع(1) عن الباقر والصادق رضي الله عنهما ، في قوله تعالى :

ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة(2). قالا: إن الأمة المعدودة هم أصحاب المهدي في آخر الزمان ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، كعدة أهل بدر ، يجتمعون في ساعة واحدة ، كما يجتمع قزع الخريف .

وأخرج الكنجي في البيان(3) عن ابن أعثم الكوفي عن كتاب الفتوح عن أمير المؤمنين علي (ع) أنه قال :

ويحاً للطالقان ،فإن لله عز وجل بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حق معرفته ، وهم أنصار المهدي (ع) ، في آخر الزمان .أقول : واخرجه عنه في ينابيع المودة في موضعين(4) .  

وأخرج السيوطي في الحاوي(5) عن نعيم بن حماد عن ابن مسعود ، قال:

بايع للمهدي سبعة رجال علماء توجهوا إلى مكة من أفق شتى على غير ميعاد .وقد بايع لكل رجل منهم ثلثمائة وبضعة رجلاً ، فيجتمعون بمكة فيبايعونه ، ويقذف الله محبته في صدور الناس . الحديث .

وأخرج ابن الصباغ في الفصول المهمة(6) عن أبي بصير عن ابي عبد الله (ع) في حديث القائم يقول فيه :

فيصير إليه أنصاره من أطراف الأرض تطوى لهم طياً ، حتى يبايعوه .

أقول :هذا بعض ما أخرجته المصادر العامة بهذا الصدد.


صفحة (263)

ـــــــــــــــــ  

(1) ينابيع المودة ص509ط النجف.  (2) هود :11/8.

(3) 69.                               (4) ص538وص589.

(5) ج3ص148.                      (6) ص221.