|
|||||
|
وعلى الثاني يكون الفاً وخمسمائة وخمسة وعشرين .وعلى حساب المغاربة يكون على الأول الفين وثلاثمائة وخمسة وعشرين وعلى الثاني : الفين ومائة وأربعة وتسعين .وهذه أنسب بتلك القاعدة الكلية ، وهي قوله : وليس من حرف ينقضي ... إذ دولتهم (ع) آخر الدول . لكنه بعيد لفظاً .ولا نرضى به .رزقنا الله تعجيل فرجه (ع) . وأضاف : هذا ما سمحت به قريحتي بفضل ربي في حل هذا الخبر المعضل وشرحه فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين .واستغفر الله من الخطأ والخطل في القول والعمل أنه أرحم الراحمين . اقول :ويحتمل وجوهاً أخرى عديدة ،نذكر فيما يلي عددا منها طبقاً لنفس الترقيم . الخامس: وهو المستظهر من الخبر حين يقول : ويقوم قائمنا عند انقضائها (يعني ألمص) ب: الر ...يعني : حين ينقضي رقم المص نحسب حساب الر ، فإذا انقضى رقمه كان موعد قيام القائم ناجزاً. فإذا علمنا أن قيمة (المص) مائة وواحد وستون ، وقيمة مجموع ما ورد في القرآن من كلمة ( الر) – وقد تكررت خمس مرات – الف ومائة وخمس وخمسون ..كان المجموع ألفاً وثلاثمائة وستة عشر ، وهو تاريخ هجري قد مضى قبل ثمانين عاماً . ولم يظهر المهدي (ع) فيه . ومعه لا بد أن نحمل ذلك على أنه تاريخ لما بعد ولادته ، وقد عرفنا في ( تاريخ الغيبة الصغرى) أنه ولد عام 255(1) فيكون المجموع الفاً وخمسمائة وواحداً وسبعين ، أي أن المهدي سوف يظهر بعد مئة وخمس وسبعين عاماً . السادس : أن يكون المراد بـ(الر) قيمة حروفه باعتبار اسمائها ، أعني : ألف لام را – والهمزة ساقطة عند علماء الحروف – فيكون مجموعها ثلاثمائة وثلاثة وثمانين.
صفحة (210) ـــــــــــــــــ
(1) ص261 فإذا ضاعفنا ذلك خمس مرات ، بعدد تكرر هذه الكلمة في القرآن الكريم ،كان المجموع ألفاً وتسعمائة وخمسة عشر، فيكون هذا تاريخاً ميلادياً لا يظهر فيه المهدي .وأما إذا كان هجرياً أو محسوباً من ولادته عليه السلام أو أضفنا إليه قيمة المص ، كان التاريخ بعيداً نسبياً . السابع : أن يكون المراد : المرتبة الثانية من أسماء حروف كلمة (الر). فإن المرتبة الأولى منها هي أسماء حروف هذه الكلمات ....وقيمة مجموعها سبعمائة وست وثلاثون .فإذا أضفنا إليها قيمة (المص) كان المجموع ثمانمئة وسبعاً و تسعين . وهو تاريخ هجري لا يظهر فيه المهدي (ع) .فإذا أضفنا إليه 255 لميلاده عليه السلام كان الناتج الفاً ومئة واثنتين وخمسين .وهو تاريخ لم يظهر فيه المهدي (ع) أيضاً فإذا ضاعفنا القيمة المشار إليها لكلمة (الر) خمس مرات كان الناتج ثلاثة ألآف وستمائة وثمانين .فإذا أضفنا إليه قيمة (المص) كان المجموع ثلاثة آلاف وثمانمائة وواحداً وأربعين .وكلاهما تاريخ بعيد عن العصر الحاضر ...يحتمل فيه بدؤه من الهجرة أو من ولادته أيضاً . فإذا التفتنا إلى جنب هذه الإحتمالات أن يكون الحساب على طريقة المغاربة ، كما احتمل الشيخ المجلسي ...كان الإحتمال أكثر...ويبقى موعد الظهور الحقيقي غيباً إلهياً . كما أراده الله تعالى أن يكون في تخطيطه العام . وعلى أي حال ، فإنه مما يهون الخطب أن هذا الخبر لا يخلو من نقاط ضعف: النقطة الأولى : أنه مروي عن أبي لبيد المخزومي .وقد ذكره علماء(الرجال) ولم يوثقوه ...فيكون الخبر ضعيفاً وغير صالح للإثبات التاريخي . النقطة الثانية : إن الرواة بيننا وبينه مجهولون .أعني غير مذكورين بالمرة ، فيكون الخبر مرسلاً. النقطة الثالثة : إن تفسير الحروف المقطعة في القرآن ، على أساس كونها تتكفل التنبؤ بحوادث المستقبل ، بحساب الجمل ، هو أحد احتمالات التفسير لها .ويدل عليه عدة أخبار منها خبر أبي لبيد هذا .إلا أن في مقابل ذلك أخباراً أخرى تدل على تفسيرات أخرى ، لا حاجة إلى ذكرها . والمهم أن تلك الأخبار تنفي مضمون هذا الخبر ، وتكون معارضة له ، فيسقط عن قابلية الإثبات بالمعارضة .
صفحة (211)
إلى بعض المناقشات الأخرى ، مضافاً إلى المناقشة في (علم الحروف) ككل ، فإنه من العلوم الخفية التي لم يثبت دليل صحتها ،ولا بد من إيكال علمها إلى أهله . المستوى الرابع : لمعرفة موعد الظهور : هو الإعتماد على الروايات الواردة بهذاالخصوص ، والتي تعطينا إلماماً عن اليوم والشهر الذي يحصل فيه الظهور ، مع إهمال رقم السنة بطبيعة الحال . وينبغي أن يقع الكلام هنا في نواحي: الناحية الأولى: في التعرف على هذه الروايات ، ومحاولة استفادة التاريخ منها . وهي روايات عديدة ، تأخذ التاريخ من زوايا نتعددة ، تذكر لكل زاوية مثالاً من الأخبار : الزاوية الأولى : في تعيين السنة على وجه الإجمال . أخرج الطبرسي في الإعلام(1) عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق (ع) ، قال : لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين ، سنة إحدى او ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع . الزاوية الثانية : في تعيين الشهر وعدد أيامه : أخرج الطبرسي أيضاً(2) عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله (ع) : ينادي باسم القائم في يوم ست وعشرين من شهر رمضان .ويقوم في يوم عاشوراء وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي (ع) .. الحديث . وروى الشيخ في الغيبة(3) عن أبي بصير ، قال :
قال أبو عبد الله (ع) : أن القائم صلوات الله عليه ، ينادي اسمه ليلة ثلاثة
وعشرين ، ويقوم يوم عاشوراء ، يوم قتل فيه الحسين بن علي (ع) . ـــــــــــــــــ (1) انظر اعلام الورى ص430 (2) إعلام الورى ص430 (3) ص274.
|
||||
|
|||||