|
|||||
|
وليس المراد بحكم (أهل بيت لهم دولة) حكم(الأسر) أو القبائل بل المراد بهم الجماعة الذين يتخذون أيدولوجية معينة في دولتهم. بقرينة قوله في الحديث : (إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء) فإن من يقول ذلك إنما هم مثل تلك الجماعة ، لا الحاكم القبلي وهو يخلو حكمه من أي هدف اجتماعي أو عادل ، بحيث لا يكون قابلاً للمقارنة أساساً . وإنما عبر الحديث الشريف بهذا التعبير بقانون (كلم الناس على قدر عقولهم ) . وفي رواية أخرى(1) عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله (ع) وانه قال :ما يكون هذا الأمر " يعني دولة المهدي (ع) " حتى لا يبقى صنف من الناس إلا وقد ولوا من الناس " يعني باشروا الحكم فيهم" حتى لا يقول قائل :إنا لو ولينا لعدلنا . ثم يقوم القائم بالحق والعدل .أقول: لأنهم لو قالوا ذلك بعد ظهور القائم المهدي (ع) فإن جوابهم يكون واضحاً ، وهو أنكم حكمتم وفضلتم في حل مشاكل العالم ، بل كان حكمكم وظلمكم من جملة مشاكله وويلاته . إذاً فالتخطيط قائم على كشف الحلول المدعاة للعالم أمام الرأي العام العالمي ، قبل تولي دولة العدل للحكم وممارستها إياه في الخارج ...وإعطاء روح اليأس من تلك الحلول عالمياً ، بشكل لا يؤمل معه وجود حل بشري جديد ..كما هو المفهوم من الحصر الموجود في هذه الأخبار " حتى لا يبقى صنف من الناس إلا قد ولوا من الناس" المستفاد من الإستثناء بعد النفي . وهذا معناه بكل بساطة وصراحة تنافي نظام دولة المهدي (ع) مع النظم السابقة وقيامها على انقاضها وبعد انكشاف زيفها وبطلانها .وهل من المحتمل أن يتبع القائد المهدي في دولة العدل المطلق ، إحدى النظم التي بان زيفها وفشلها . إذاً . فقد تبرهن عدم أخذ الإمام المهدي (ع) في دولته بشيء من النظم الاسبقة على ظهوره .واستغنائه . بالعدل الإلهي المعد لتطبيقه في دولته .
صفحة (90) (1) انظر تاريخ الغيبة الكبرى ً389 نقلاً عن غيبة النعماني .
وسوف يشعر الرأي العام العالمي ، بكل وضوح ، بهذا الإستغناء ، فإن من يتخذ أحد هذه المبادىء الحاضرة مذهباً له وطريقة في الحياة ، يستهدف لا محالة أما الهدف الشخصي في الحصول على المال والشهرة و السعادة ، أو الهدف العام في الدفاع عن الفقراء والمضطهدين باعتقاده .وكلا هذين الهدفين يتحقق بأجلى مظاهره في دولة المهدي (ع) ، على ما سمعناه مجملاً من كثرة المال لدى كل الأفراد في عصره ، وما سنسمعه من سائر التفاصل في مستقبل البحث .إذاً و يكون بإمكان الهادفين في العالم أن يحققوا النتائج الجيدة التي يعتقدونها لأهدافهم نظام المهدي (ع) ، ويتخلصوا- في نفس الوقت – من نقاط الضعف التي كانت فيها . وبالنتيجة ، فالعنوان العام لأيدولوجية دولة المهدي (ع) وهو الإسلام بصفته النظام العادل الكامل كما جاء به النبي الأعظم (ص) ولا يمت إلى النظم السابقة عليه ، بصلة .
|
||||
|
|||||