أما علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع) :

فأخرج عنه الكنجي(1) وابن ماجة (2) وغيرهما ، قال : قال رسول الله (ص) : المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة .

وأما فاطمة الزهراء بنت الرسول (ص) فقد قال لها أبوها .

 كما أخرجه عنه للكنجي في البيان (3) وابن الصباغ في الفصول المهمة (4) وغيرهما ، واللفظ للكنجي –: أنا خاتم  النبيين وأكرم النبيين على الله وأحب المخلوقين إلى الله ، وأنا أبوك ، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك ... ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين ، وهما سيدا شباب أهل الجنة . وأبوهما – والذي بعثن بالحق – خير منهما . يا فاطمة والذي بعثني بالحق  وإن منهما مهدي هذه الأمة ، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن .... الحديث .

والإمام الحسن الزكي بن علي (ع) نظر إليه النبي (ص) – فيما رواه السيوطي -(5) فقال: إن ابني هذا سيد ، كما سماه النبي (ص) ، سيخرج من صلبه رجل يسمى اسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبه في الخلق .

واخرج السيوطي (6) عن ابن عساكر عن الحسين (ع) أن رسول الله (ص ) قال : أبشري يا فاطمة ، المهدي منك.

وأخرج أيضاً (7) عن الدار قطني في سنته عن محمد بن علي (وهو الإمام الباقر عليه السلام) قال: إن لمهدينا آيتين لم يكونا منذ خلق الله السموات والأرض : ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان ، وتنكسف الشمس في النصف منه ... الحديث .

وأخرج عنه (ع) أيضاً بكنيته : أبي جعفر(8) بعض الأخبار .


صفحة (75)

ــــــــــــــــــ

(1)انظر البيان ص 65 . (2) انظر السنن ج2 ص 1367 .

(3) انظر ص 56 . (4) انظر ص 314  وما بعدها.

(5) انظر الحاوي للفتاوي ص 125 ج 2 . (6) نفس المصدر ص 137 .

(7) المصدر ص 136. (8)المصدر ص 141.


 

واما الإمام  أبو عبد الله الصادق (ع) ، فقد كان له في ذكر الإمام المهدي (ع) موقف عاطفي عظيم ...أخرج القندوزي(1) عن المناقب عن سدير الصيرفي قال دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وإبان بن تغلب على مولانا ابي عبد الله جعفر الصادق(رضي الله عنه) فرأيناه جالساً على التراب وهو يبكي بكاءً شديداً ويقول : سيدي غيبتك نفت رقادي وسلبت مني راحة فؤادي .قال سدير : تصدعت قلوبنا جزعاً . فقلنا : لا ابكى الله يا ابن خير الورى عينيك . فزفر زفرة انتفخ منها جوفه . فقال : نظرت في كتاب الجعفر الجامع صبيحة هذا اليوم ...وتأملت فيه مولد قائمنا المهدي وطول غيبته وطول عمره وبلوى المؤمنين في زمان غيبته ... الخ الحديث وهو مطول .

والإمام الرضا علي بن موسى (ع) بشر بالمهدي (ع) أيضاً :

أخلرج القندوزي(2) عن الحمويني الشافعي في فرائد السمطين بإسناده عن دعبل بن علي الخزاعي قال :أنشدت قصيدة لمولاي الإمام علي الرضا ، رضي الله عنه . أولها:

            مدارس آيات خلت من تلاوة       ومنزل وحي مقفر العرصات
إلى أن قال دعبل : ثم قرأت باقي القصيدة عنده فلما انتهيت إلى قولي :

           خروج الإمام لا محالة واقع      يقوم على اسم الله والبركات

           يميز فينا كل حق وباطل         ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضا بكاء شديداً . ثم قال : يا دعبل نطق روح القدس بلسانك .أتعرف هذا الإمام ؟ قلت : لا . الا أني سمعت خروج إمام منكم يملأ الأرض قسطاً وعدلاً . فقال : إن الإمام بعدي ابني محمد وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم .وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، فيملأ  الأرض قسطاً وعدلاً  كما ملئت جوراً وظلماً . الحديث .

 

صفحة (76)
ــــــــــــــــــ

(1) انظر ينابيع المودة ص 454 ط النجف وص 379 ط الهند.

(2) المصدر ص 544 ط النجف وص 379  ط النجف  


 

وروى القندوزي في الينابيع(1) حادثة ولادة المهدي (ع) . وفيها بشارة أبيه الإمام الحسن العسكري (ع) بولادته ... منها قوله عن أمه رضي الله عنها :أنه سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل  يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً .

فهذا ما روته المصادر العامة عن الأئمة المعصومين (ع) ، وقد أخرجت عن كل منهم عدداً من الأحاديث ، ذكرنا قسماً منها كنموذج .واما المصادر الإمامية فقد روت عن جميع المعصومين عدداً وافراً من الأخبار  في التبشير بالمهدي (ع) ، لا حاجة إلى نقلها .

والأئمة المعصومين عليهم السلام ، بغض النظر عن المفهوم الإمامي عنهم ، أناس أتقياء علماء صالحون ، لا يوجد لهم في المصادر العامة إلا الذكر الجميل ومذهبهم الإسلامي أشهر من أن يذكر . فإنهم جميعاً إماميون اثنا عشريون يؤمن كل منهم بإمامة نفسه وإمامة الباقين من آبائه وأولاده .

ومن هنا ينبثق عندنا تقريبان  لتعيين مذهب الإمام  المهدي على هذا الضوء :

التقريب الأول : إنه من غير المحتمل أن يقوم الأئمة المعصومون بهذا التأييد للإمام المهدي (ع) وينوهوا به هذا التنويه المتواصل الشديد ، وهو شخص يختلف عنهم في المذهب ، ويغايرهم في الفهم والمعتقد الإسلامي إذاً فيتعين ان يكون الإمام المهدي على مذهبهم واتجاههم واعتقادهم ، وهو المطلوب .

التقريب الثاني : إننا لو قلنا بأن المهدي (ع) يختلف عنهم في المذهب ، للزم الإلتزام  ببطلان مذهبه أو مذهبهم ... باعتبار وضوح أن المذهب  الحق واحد في الإسلام بالضرورة والإجماع ، وهذا مما لا يمكن التفوه به تجاه الأئمة المعصومين ولا تجاه المهدي .إذاً فهم جميعاً على مذهب واحد .

 

صفحة (77)
ــــــــــــــــــ

(1) المصدر ص450 ط النجف وص376 ط الهند . وانظر ص464 ط النجف.