إلى أن قال: ثم يأمر مناد فينادي: هذا المهدي يقضي بقضاء داود سليمان ، لا
يسأل عن ذلك بينة، وأخرجه الصدوق في إكمال الدين أيضاً(1).
وأخرج  النعماني(2) عن إبان أيضاً عن أبي عبدالله (ع) في حديث ، أنه قال: ويبعث الله الريح من كل واد تقول هذا المهدي يحكم بحكم داود ولا يريد البينة.
وهناك أخبار أخرى حول هذا القضاء رويناها في الفصل الخاص بالتمحيص فراجع.
وأخرج في البحار(3) عن الكافي بإسناده عن أبي عبد الله (ع) ، قال: أول ما يظهر القائم من العدل أن ينادي مناديه أن يسلم صاحب النافلة لصاحب الفريضة الحجر الأسود والطواف.
وروى أيضاً عن الكافي بإسناده عن عمرو بن جميع قالت سألت أبا جعفر (ع) عن الصلاة في المساجد المصورة ، فقال : أكره ذلك ،ولكن لا يضركم اليوم ،ولو قام العدل لرأيتم كيف يصنع في ذلك .
وقال في البحار :روى في كتاب مزار لبعض أصحابنا عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال : قال لي: يا أبا محمد ، كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة ، بأهله وعياله ، قلت يكون منزله ؟جعلت فداك! قال: نعم... قلت : جعلت فداك لا يزال القائم فيه أبداً . قال: نعم .قلت: فمن بعده؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق. قلت: فما يكون من أهل الذمة عنده؟ قال :يسالمهم ،كما سالمهم رسول الله (ص) ، ويؤدون الجزية عن يد وهم صاغرون ... الحديث.

صفحة (568)
ـــــــــــــــــ

(1) نسخة مخطوطة.  (2) نفس الصفحة السابقة.

(3) ص196ج13 .وكذلك الخبرين بعده.

 

وروي أيضاً(1) ،عن السيد علي بن عبد الحميد بإسناده إلى أحمد بن محمد الأيادي يرفعه إلى اسحق بن عمار، قال :سألته عن إنظار الله تعالى إبليس وقتاً معلوماً ذكره في كتابه ، فقال:

إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم(2). قال:الوقت المعلوم يوم قيام القائم ، فإذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة ،وجاء إبليس حتى يجثو على ركبتيه ، فيقول يا ويلاه ،من هذا اليوم ، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه ، فذلك يوم الوقت المعلوم منتهى اجله.

وقد سبق أن روينا هذا الخبر ،وأجلنا الحديث فيه إلى هذا الفصل .ومن أجل هذا كررناه.

وروى في البحار أيضاً(3) عن بعض مؤلفات أصحابنا بإسناده عن المفضلبن عمر ، قال سألت سيدي الصادق (ع) : هل للمأمور المنتظر المهدي(ع) من وقت معلوم يعلمه الناس؟ - وهو حديث طويل يقول فيه- : قال المفضل : قلت : ياسيدي ، فأين يكون دار المهدي ويجتمع  المؤمنون ؟ قال:

دار ملكه الكوفة ومجلس حكمه جامعها وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة .وموضع خلواته : الذكوات البيض بين الغريين .قال المفضل: يامولاي ، كل المؤمنين يكونون في الكوفة، قال: أي والله ، لايبقى، مؤمن إلا كان بها أو حواليها ، وليبلغن مجالة فرس منها ألفي درهم ..وليصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلاً ،وليجاورن قصورها كربلا ،وليصيرن الله كربلا معقلا ومقاما ، تختلف فيه الملائكة والمؤمنون ،وليكونن لها شأن من الشأن ... الحديث.
وروى الحر في الوسائل(4) بإسناده عن الحسين الشيباني عن أبي عبد الله (ع) قال:

قلت له: رجل من مواليك يستحل مال بني أمية ودمائهم ،وأنه وقع عنده وديعة .فقال:

أدوا الأمانة إلى أهلها وإن كان مجوس، فإن ذلك لا يكون حتى قام قائمنا فيحل ويحرم.


صفحة (569)
ـــــــــــــــــ

(1) ص197 ، ج 13.  (2) 38 / 80 _ 81 .

(3) ج13 ص200.     (4) ص681.

 

واخرج الصدوق في إكمال الدين(1) بسنده عن إبان بن تغلب ، قال: قال أبو عبدالله (ع) :

دمان في الإسلام حلال من الله عز وجل : لا يقضي فيهما أحد بحكم الله عز وجل ، حتى يبعث الله القائم من اهل البيت ، فيحكم بحكم الله عزوجل فيهما ، لا يريد فيه بينة : الزاني المحصن يرجمه ،ومانع الزكاة يضرب رقبته(عنقه).

إلى غير ذلك من الأخبار التي لا حاجة إلى الإطالة بذكرها .

أقول: إن اكثرالأخبار ، بصفتها أخباراً مفردة ، غير قابلة للإثبات التاريخي ، وخاصة ما نقلناه عن البحار فإن فيه ما هو مجهول ومرسل ومرفوع . فالعمدة في تصحيحها مطابقتها للقواعد والقرائن .ولكننا سنتحدث الآن عنها كما لو كانت كافية للإثبات ،  لعدم قيام القرائن على بطلانها على أي حال.

الجهة الثانية: في الحديث عن قضاء المهدي (ع) ، وقد تحدثنا عن ذلك مفصلاً ،وإنما بقيت هناك نقطتان لم يكن المجال لإيضاحهما متوفراً ، فنتحدث عنها الآن.

النقطة الأولى: في معنى قضاء سليمان (ع) .فإننا لم نذكره من بين أساليب الأنبياء للقضاء فيما سبق. وقد ورد في هذه الروايات ذكره.

هو ما أشارت إليه الآية الكريمة في قوله تعالى :

" وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً".(2)

وهذه الآية لم تذكر الحكم الذي حكم فيه سليمان (ع) طبقاً لتفهيم الله عزوجل .ولكن ذكرته السنة الشريفة في عدة أخبار.

منها : ما روى(3) عن أبي بصير عبد الله (ع) قال : قلت له: .....


صفحة (570)
ـــــــــــــــــ

(1) نظر المصدر المحطوط.

(2) 21/77-78.

(3) تفسير البرهان ج 2 ص 693.