|
||
|
موقف الاخرين من الإمام المهدي عليه السلام
ماذا سوف يكون موقف الآخرين تجاه المهدي وثورته ودولته ؟!.تنقسم العواطف تجاه الإمام المهدي إلى ثلاثة أقسام رئيسية ، منها إيجابية ومنها سلبية ، كما سنسمع . فأهم عاطفة إيجابية تجاه المهدي (ع) عواطف أصحابه المخلصين وجيشه المهدي المواليه إلى أعلى درجات الولاء ، كما سبق أن عرضنا ذلك مفصلاً . وهناك عاطفة إيجابية أخرى تجاهه(ع) ، تشمل كل العالم ، وذلك حين يذوق الناس أجمعون لذة العدل والسعادة والرفاه في المجتمع المهدوي العالمي العادل . وأما العواطف السلبية فتنشاً من الإنحراف والمنحرفين الذين يواجهون السيف المهدوي بحرارته وقوته . ونحن بعد أن تحدثنا عن القسم الإيجابي الأول ، بقي علينا ان نتحدث عن القسمين الأخيرين ، نبدؤهما بالعواطف السلبية باعتبار تقدمها زمناً على العواطف الإيجابية الثانية . تنقسم العواطف السلبية ضد الإمام المهدي إلى ثلاثة أقسام ، في حدود ما وردنا من المثبتات التاريخية . القسم الأول : رد الفعل السيء الذي عرفناه غير بعيد من قبل المنحرفين حين يستمر فيهم القتل . ويبدأ عددهم الضخم بالتناقص السريع .
إنهم سوف يقولون : إن هذا ليس من ذرية فاطمة ، لو كان من ذريتها لرحمنا . أو يقولون : إن هذا ليس من آل محمد (ص) .لو كان من آل محمد لرحمنا ، كما نطقت بذلك الأخبار . وهذا الكلام منهم يتضمن ارجافاً وتشكيكاً بمهدويته .إذ من المعروف المفهوم بوضوح في أذهان المسلمين ، الذي تواترت به الروايات : إن المهدي المنتظر من آل محمد ومن ذرية فاطمة .وإذا لم يكن شخص المهدي (ع) من آل محمد ومن ذرية فاطمة ، إذن ، فليس هو المهدي المنتظر الموعود . وسينطلقون إلى استنتاج كونه ليس من آل محمد ولا من ذرية فاطمة ،من حدة سيفه وكثرة القتل الذي يحدثه فيهم باعتبار أن كثرة القتل منافية للرحمة ،وآل محمد أولى من يتصف بالرحمة من المسلمين ، فلو كان شخص المهدي (ع) منهم لا تصف بالرحمة. إلا أن هذا الكلام منهم سيكون هواء في شبك ، في خضم الأحداث العالمية السريعة التتابع التي تعيشها البشرية في تلك الفترة. ان هؤلاء المرجفين سوف ينتهون في خضم كثرة القتل ،لا يبقى منهم أحد. وسيكون البرهان الأكبر في دحض هذه الشبهة وإثبات أن هذا القائد هو المهدي المنتظر الموعود نفسه ، مضافاً إلى الدلائل الفكرية والعملية التي يقوم بها خلال نشاطه العام ..سيكون البرهان الأكبر على ذلك استتباب سيطرته على العالم كله .فإننا لا نعني من المهدي الموعود إلا من يحكم العالم كله بالعدل . وهذه الفكرة عن المهدي الموعود ،كما تصلح دحضاً لمن يدعي المهدوية في التاريخ ،كما ذكرنا ذلك في كل من االتاريخين السابقين(1) .تكون هي البرهان الأهم على صدق من يدعي المهدوية وتتم سيطرته على العالم. وقد غفل هؤلاء المرجفون عن أن معنى الرحمة واللطف ، ليس هو الرحمة الانية ، والمحافظة على المصالح الوقتية الخاصة للناس ،وإنما معناها الكبير هو تطبيق الشريعة العادلة الكاملة في ربوع المجتمع البشري .
صفحة (420)
فإن ذلك هو المصلحة العليا للبشر والهدف الأعلى من وجودهم .وإذا نظرنا إلى هذا التطبيق في دائرته الصغيرة التي لا تستغرق كل العالم فهو مقترن دائماً ، بحسب المصلحة التي سار عليها النبي (ص) وغيره من القادة الأوائل ، مع الملاينة والتألف .... وأما إذا نظرناه بشكله الواسع الذي يستغرق العالم كله، فقد عرفنا أنه يتوقف على اجتثاث كل عنصر للفساد وسوء النية والإنحراف .ويكون من مصلحة البشر والرحمة بهم قتل هؤلاء وتنزيه المجتمع البشري عن مفاسدهم ،وإن لم يلتفت البشر أنفسهم إلى ذلك لأول وهلة . إذن ، فالقتل الذي يمارسه المهدي (ع) هو الرحمة الكاملة واللطف الحقيقي ،لأنه مقدمة لتطبيق العدل، ونشرالسعادة .والمنطق العقلي والقانوني دائماً يجزم بتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة . القسم الثاني : من العواطف السلبية التي يواجهها الإمام المهدي (ع ) . دلت الروايات على ذلك كما يلي : أخرج النعماني(1) بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) ، ـ في حديث ذكر فيه راية القائم (ع) ـ وقال : فإذا هو قام نشرها ، فلم يبق في المشرق والمغرب أحد إلا لعنها . وأخرج أيضاً (2) بسنده عن أبان بن تغلب ، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق وأهل الغرب ( المشرق والمغرب) قلت له : لم ذلك : قال: مما يلقون من بني هاشم .
إلى بعض
الأخبار الأخرى . (1) الغيبة ص165. (2) المصدر ص159. (3) المصدر ص160.
|
|