|
|||||
|
(أزج الحاجبين) ... يقال : زجج حاجبيه إذا دققهما وطولهما . (جلي الجبين. أو أجلى الجبين) الجلي هو الظاهر والواضح ، والأجلى تفضيل في هذه الصفة . والجبين : ناحية الجبهة من محاذاة النزعة إلى الصدغ . (أذيل الفخذين). يقال : ذالت المرأة او الناقة ، إذا هزلت . فيكون المراد دقة فخذيه وهزالهما . فيعارض ما في رواية أخرى من أنه (عظيم الفخدين) ويقال : ذيل ثوبه إذا طوله . فيكون المراد أنه طويل الفخذين ، وإن كان عريضهما ايضاً ، وبهذا التفسير يرتفع التعارض. وفسره في (الإشاعة)(1) بكونه منفرج الفخذين متباعدهما. ولم نجد له سنداً في اللغة. (الغائر العينين، المشرف الحاجبين) بمعنى أن عينه داخلة وحاجباه خارجتان . والعادة في مثل ذلك أن يكون الحاجبان عريضان . فيكون معارضاً – إلى حد ما – مع ما دل على كونه أزج الحاجبين دقيقهما . إلا أن الأمر ليس ضروري الثبوت ، لإمكان أن يكون خارج الحاجبين ودقيقهما . (برأسه حزاز أو خراز أو داء الخراز) على اختلاف النقول . والحزاز بمهملة مفتوحة ومنقوطتان : الهبرية في الرأ س كأنه نخالة(2). وهو قشرة الرأس التي تسقط عند الحك . عند من ابتلي بهذا الداء . ولعل الحراز ، بالراء والزاي تحريف عنه فإنه ليس له في اللغة معنى مناسب . (مبدح البطن) أي واسعها ، فإن البدحة بضم فسكون : المتسع من الأرض، وقد ورد هذا اللفظ في المصادر على أشكال : مدح و مبلح ومبدح ، وكله غير مطابق مع اللغة ، ولعله تحريف في الخط .والصحيح أن يقال: أبدح سكون ففتح أو بدح بفتح فكسر . وورد أيضاً (المبذخ بطنه) وهو دال على نفس المعنى ، لأنه من البذخ وهو العيش في الرفاه الزائد الذي يسبب إضخامة البطن . و ليس معنى ذلك ان يعيش في رفاه فعلاً ، وإنما صفته كمن يعيش هذه العيشة . (مربوع) متوسط الطول .
صفحة (366) (1) الإشاعة لأشراط الساعة : ص89 (2) أنظر أقرب الموارد ، مادة حزز.
(عظيم مشاش المنكبين). المشاش جمع مشاشة ، وهي رؤوس العظام ، مثل الركبتين والمرفقين والمنكبين . ويقال : فلان جليل المشاش ، عظيم نفس العظام(1) وهذه الصفة تدل على عرض المنكبين بطبيعة الحال. (مغلولب) . اغلولب العشب تكاثف واغلولب القوم كثروا(2). فيكون المراد كونه (ع) مجمع المؤمنين ومهوى قلوب الصالحين . (ظفر) . من إطلاق المصدر على الشخص مجازاً ، يراد به اسم الفاعل . كقولنا : فلان عدل أي عادل . فيكون المراد كونه ظافراً أي منصراً غالباً . (ضرغامة) الأسد .
(حصد) بكسر الصاد يقال : حصد الحبل أو الدرع إذا اشتد فتله واستحكمت صنعته .
فيكون المراد منه عندئذ كونه غليظ الرقبة . (يشق رأسه في باذخ السؤدد) تعبير مجازي عن عظمته وشرفه . (وعازر مجده في أكرم محتد ) . عرز الفتح اشتد وغلظ ، وبالكسر اشتد وصلب، وبالكسر اشتد وصلب. واسم الفاعل منها عازر . والمحتد هو الأصل في النسب . فالمراد : أن مجده الأصيل الشديد يتصل بأكرم أصل نسبي باعتبار كونه متصلاً برسول الله (ص) . وهناك عدد آخر من الصفات ، واضحة المعنى في الروايات . الجهة الرابعة : في حل أهم التعارضات الموجودة في هذه الروايات : أن أهم تعارض في هذه الروايات ما سمعناه في النوع الأول، من تعيين عمر الإمام المهدي (ع) حين ظهوره . وهناك بعض التعارضات الأخرى البسيطة التي لا حاجة إلى عرضها .
صفحة (367) (1) انظر المصدر ، مادة مشش. (2) أنظر المصدر مادة غلب. (3) المصدر مادة خدش . (4) انظر غيبة الشيخ ص219.
تنقسم الروايات الدالة على عمر الإمام المهدي (ع) إلى قسمين رئيسين : القسم الأول : ما دل على التحديد برقم معين . وهي: الأربعين والثلاثين والإثنين والثلاثين والثمانية عشر ، والإحدى والخمسين . وظاهر كل رواية أنه لا يزيد ولا ينقص عن الرقم الوارد فيها . القسم الثاني: ما دل على فترة معينة تقريبية كقوله : شاب المنظر ، ابن أربعين أو دونها ، ما بين الثلاثين والأربعين . وفي صورة شاب ، ونحوها . ونحن تارة ننطلق من الفهم غير الإمامي للمهدي (ع) وهو أنه رجل يولد في زمانه فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً .وأخرى ننطلق من الفهم الإمامي القائل بأن المهدي (ع) طويل العمر وغائب عن الأنظار ردحاً طويلاً من الزمن . ويفترق هذان الفهمان في تحديد العمر فرقاً اساسياً ، هو أن النهدي بالفهم غير الإمامي نستطيع أن نحدد عمره وقت ظهوره بالأعوام بل بالأيام والساعات والدقائق ، بمجرد الإطلاع على تاريخ ميلاده . على حين لا يكون ذلك ممكناً في الفهم الإمامي .لأن تحديد العمر الطويل ممكن إلا أنه غير مقصود الآن التركيز عليه ، لأنه يماثل شكله الظاهري عند ظهوره . وإنما المهم الآن تحديد عمره من شكله الظاهري فقط ، كما تقول الروايات " يحسبه الناظر إليه ابن أربعين عاماً أو دونها ". والشكل الظاهري غير محدد بطبعه . لا نستطيع أن نعده بالأعوام فضلاً عن الأيام والساعات .وليس هناك إلا التحديد التقريبي الذي يحمل الناظر عنه فكرة إجمالية . ونحن إذا انطلقنا من الفهم غير الإمامي ، كان القسم الأول من الروايات متعرضاً تماماً . لأن المهدي إما أن يكون ابن ثلاثين أو ابن اثنين وثلاثين أو ابن أربعين .... وهكذا . ولا يمكن أن يكون متصفاً برقمين من هذه الأرقام كما هو واضح . وبهذا نخسر عدداً من الروايات ، غير ان عدداً منها دال على الأربعين عاماً . ومن هنا قد يؤخذ بهذا الرقم بالتحديد. وروايات القسم الثاني أيضاً لا تخلو من المعارضة ، فكونه ابن إحدى وخمسين ينافي كونه شاباً أساساً و ينافي كونه بين الثلاثين والأربعين ، بل أن كونه ابن ثلاثين أو أربعين ينافي أن يكون ما بين الثلاثين والأربعين أيضاً..... وهكذا . إذن ، فطبقاً للفهم غير الإمامي ، يكون التعارض بين الروايات كبيراً ومتعدداً . ومعه لا يكون يصفو عندنا شيء معين .
|
||||
|
|||||