|
||||||||||||||||||||||
|
وأخرج أيضاً (1) عن الحسن بن سفيان وأبي نعيم عن ثوبان ، قال : قال رسول الله (ص) : تجيء الرايات السود من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحديد ...الحديث . وأخرج النعماني(2) بسنده عن إبان بن تغلب عن أبي عبد الله الصادق (ع) في حديث يتحدث فيه عن المهدي (ع) . ثم ذكر رايته ، فقال : فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد ، وأعطى قوة أربعين رجلاً . وأخرج الطبرسي في اعلام الورى (3) والصدوق في الإكمال(4) والراوندي في الخرايج(5) عن أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر(ع) . عن ابيه عن جده ، قال : قال أمير المؤمنين(ع) على المنبر : يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان ... إلى أن قال : فإذا هز رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب . ووضع يده على رؤوس العباد ، فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد . وأعطاه الله عز وجل قوة أربعين رجلاً .. الحديث . وأخرج ابن طاووس في الملاحم والفتن(6) عن ابن رزين الغافقي ، سمع علياً (ع) يقول : يخرج المهدي في اثي عشر ألفاً إن قلوا ، وخمسة عشر ألفاً إن كثروا . ويسير الرعب بين يديه ، لا يلقاه عدو إلا هزمهم بإذن الله . شعارهم : أمت أمت . لا يبالون في الله لومة لائم .. الحديث . وأخرج المجلسي في البحار(7) بالإسناد إلى الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله (ع) في حيث قال :
صفحة (348) (1) ص 133. (2) الغيبة ص 167. (3) ص435. (4) اكمال الدين المخطوط. (5) الخرايج والجرايح .ص195. (6) ص52ط النجف . (7) ص180 ج 13.
ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد ، لايشوبها شك في ذات الله ، أشد من الجمر ، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براية بلدة إلا أخرجوها .كأن على خيولهم العقبان ، يتمسحون بسرج الإمام (ع) يطلبون بذلك البركة ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد ، فيهم رجال لا ينامون الليل لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل ، يبيتون قياماً على اطرافهم ويصبحون على خيولهم ، رهبان بالليل ليوث بالنهار. هم أطوع له من الأمة لسيدها . كالمصابيح ، كأن قلوبهم القناديل . وهم من خشية الله مشفقين ، يدعون له بالشهادة ، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله . شعارهم : يالثارات الحسين (ع) . إذا ساروا سار الرعب أمامهم مسيرة شهر. يمشون إلى الموت إرسالاً ، بهم ينصر الله أمام الحق. إلى غير ذلك من الأخبار. ولا ينبغي أن تنسى ما سبق ان رويناه ، مما أخرجه مسلم في صحيحه من اوصافهم وأنهم "خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ "وماأخرجه وما غيره من أنهم" رجال عرفوا الله حق معرفته" وانهم " اصحاب الالوية "وانهم " الفقهاء والقضاة والحكام " الى غير ذلك. الجهة الثالثة : في تحديد مقدار ايمانهم : سمعنا من هذه الروايات انهم مؤمنون لا يبالون في الله لومة لائم ، ولا يشوب قلوبهم شك في نذت الله . رهبان في الليل ، لا ينامون لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل ، يبيتون قياماً على اطرافهم . وهم رجال عرفوا الله حق معرفته . وسنعرف أن شجاعتهم أيضاً من الأوصاف الإيمانية لديهم . والإيمان الذي يتصف بهذه الصفات ، لهو من أعظم الإيمان وأقواه .فإن حسب الإنسان المؤمن أن لا يبالي في الله لومة لائم ... كما قال الله تعالى : "ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولايخافون لومة لائم . ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " الآية(1)
صفحة (349) وإذا حاولنا فهم هذه الآية من زاوية التخطيط العام . كان (الذين آمنوا) المخاطبون في الآية هم مؤمنون ما قبل التمحيص . وهم يصبحون بالتمحيص منقسمين إلى قسمين ، قسم مرتد عن دينه نتيجة للفشل في التمحيص ولردود الفعل السيئة التي اتخذها اتجاه الواقع ، تلك الردود المنافية مع إيمانه والمنافرة مع الحق والهدى فأصبح التزامه لها ارتداداً كما قالت الآية.
والقسم الاخر الذي ينتجه التمحيص تدريجياً ولس فوراً ، هم المؤمنون الناجحون ،
في التمحيص " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه " . وهؤلاء طبقاً للتخطيط
العام لا يمكن أن يكونوا إلا هؤلاء الذين ذخرهم الله لنصرة المهدي (
وأخرج أيضاً (1) عن الحسن بن سفيان وأبي نعيم عن ثوبان
، قال :
قال رسول الله (ص) : تجيء الرايات السود من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر
الحديد ...الحديث .
وأخرج النعماني(2) بسنده عن إبان بن تغلب عن أبي عبد الله الصادق (ع) في حديث
يتحدث فيه عن المهدي (ع) . ثم ذكر رايته ، فقال :
فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد ، وأعطى قوة أربعين
رجلاً .
وأخرج الطبرسي في اعلام الورى
(3) والصدوق في الإكمال(4) والراوندي في الخرايج(5)
عن أبي الجارود عن أبي جعفر الباقر(ع) . عن ابيه عن جده ، قال :
قال أمير المؤمنين(ع) على المنبر : يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان ... إلى أن
قال : فإذا هز رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب .
ووضع يده على رؤوس العباد ، فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد .
وأعطاه الله عز وجل قوة أربعين رجلاً .. الحديث .
وأخرج ابن طاووس في الملاحم والفتن(6) عن ابن رزين الغافقي
، سمع علياً (ع) يقول
:
يخرج المهدي في اثي عشر ألفاً إن قلوا ، وخمسة عشر ألفاً إن كثروا .
ويسير الرعب بين يديه ، لا يلقاه عدو إلا هزمهم بإذن الله . شعارهم : أمت أمت .
لا يبالون في الله لومة لائم .. الحديث .
وأخرج المجلسي في البحار(7) بالإسناد إلى الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله (ع) في
حيث قال :
صفحة (348)
(1)
ص 133.
(2)
الغيبة ص 167.
(3)
ص435.
(4)
اكمال الدين المخطوط.
(5)
الخرايج والجرايح .ص195. (6)
ص52ط النجف .
(7)
ص180 ج 13.
ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد ، لايشوبها شك في ذات الله ، أشد من الجمر ، لو
حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براية بلدة إلا أخرجوها .كأن على خيولهم
العقبان ، يتمسحون بسرج الإمام (ع) يطلبون بذلك البركة ويحفون به يقونه بأنفسهم
في الحروب ويكفونه ما يريد ، فيهم رجال لا ينامون الليل لهم دوي في صلاتهم
كدوي النحل ، يبيتون قياماً على اطرافهم ويصبحون على خيولهم ، رهبان بالليل
ليوث بالنهار.
هم
أطوع له من الأمة لسيدها . كالمصابيح ، كأن قلوبهم القناديل .
وهم من خشية الله مشفقين ، يدعون له بالشهادة ، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل
الله . شعارهم : يالثارات الحسين (ع) . إذا ساروا سار الرعب أمامهم مسيرة شهر.
يمشون إلى الموت إرسالاً ، بهم ينصر الله أمام الحق.
إلى غير ذلك من الأخبار.
ولا ينبغي أن تنسى ما سبق ان رويناه ، مما أخرجه مسلم في صحيحه من اوصافهم وأنهم
"خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ "وماأخرجه وما غيره من أنهم" رجال عرفوا الله حق معرفته" وانهم " اصحاب
الالوية "وانهم " الفقهاء والقضاة والحكام " الى غير ذلك.
الجهة الثالثة : في تحديد
مقدار ايمانهم :
سمعنا من هذه الروايات انهم
مؤمنون لا يبالون في الله لومة لائم ، ولا يشوب قلوبهم شك في نذت الله . رهبان
في الليل ، لا ينامون لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل ، يبيتون قياماً على
اطرافهم . وهم رجال عرفوا الله حق معرفته
. وسنعرف أن شجاعتهم أيضاً من الأوصاف الإيمانية لديهم .
والإيمان الذي يتصف بهذه الصفات ، لهو من أعظم الإيمان وأقواه .فإن حسب
الإنسان المؤمن أن لا يبالي في الله لومة لائم ... كما قال الله تعالى :
"ياأيها الذين آمنوا من يرتد
منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على
الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولايخافون لومة لائم . ذلك فضل الله يؤتيه من
يشاء "
الآية(1)
صفحة (349)
وإذا حاولنا فهم هذه الآية من زاوية التخطيط العام . كان (الذين آمنوا)
المخاطبون في الآية هم مؤمنون ما قبل التمحيص . وهم يصبحون بالتمحيص منقسمين
إلى قسمين ، قسم مرتد عن دينه نتيجة للفشل في التمحيص ولردود الفعل السيئة
التي اتخذها اتجاه الواقع ، تلك الردود المنافية مع إيمانه والمنافرة مع الحق
والهدى فأصبح التزامه لها ارتداداً كما قالت الآية.
والقسم الاخر الذي ينتجه التمحيص تدريجياً ولس فوراً ، هم المؤمنون الناجحون ،
في التمحيص " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه " . وهؤلاء طبقاً للتخطيط
العام لا يمكن أن يكونوا إلا هؤلاء الذين ذخرهم الله لنصرة المهدي (ع) فانظر
لإهتمام الله تعالى في قرآنه الكريم بهذه المجموعة العادلة الكاملة .وهم "أذلة
على المؤمنين" لشعورهم بالأخوة الإيمانية "أعزة على الكافرين" والمنحرفين والمرتدين أجمعين ولفشلهم جميعاً في التمحيص . "يجاهدون في سبيل الله "خلال
الفتح العالمي بالعدل ومن أجل تأسيس الدولة العالمية العادلة" ."ولايخافون
لومة لائم" مما يقع منهم من الأعمال المضرة بمصالح المنحرفين والموجبة لغيظ
الكافرين وكيف وإن نجاحهم في التمحيص لم يكن إلا نتيجة لأمثال هذه التضحيات
التي أدوها خلال الحياة حتى أصبح العدل والهدي هو مقصودهم فوق كل مقصود ،
لايزحزحهم عنه عتب ولا تأنيب مؤنب .وإذا كان ديدنهم السابق على ذلك في عصر
الفتن والإنحراف ، فكيف لا يكون ذلك مسلكهم بين يدي وقائدهم والإنجاز هدفهم
الأعلى العادل الصالح .
و"
ذلك " النجاح في التمحيص بأي درجة من درجاته " فضل الله يؤتيه من يشاء"
إنطلاقاً من إرادة نفس الفرد المؤمن لا قسراً عليه ... حتى حين يجد الله تعالى
في قلبه السلامة وحسن النية والإخلاص .
كما أن حسب الفرد أن لا يشوب قلبه شك في ذات الله عز وجل وفهو يرى في كل
أهدافه وأحكامه والموجودات حوله ، عدلاً لا يشوبه ظلم ، وصدقاً لا يشوبه كذب
ومصلحة لا يشوها مفسدة . وعلى هذا كان سلوكه في عصر التمحيص السابق على ذلك ،
فكيف لا يكون كذلك بعده .
|