|
|||||
|
الفصل الثاني في مقدار سعة ملكه وشموله لكل العالم
ونتكلم عن ذلك ضمن عدة جهات : الجهة الأولى : في سرد الروايات الدالة على ذلك . والروايات المندرجة تحت هذا العنوان على أقسام : القسم الأول: ما يتكفل بيان ذلك بصراحة : أخرج أبو داوود (1) بسنده عن أم سلمة عن النبي (ص) قال: يكون اختلاف عند موت خليفة ...إلى أن قال : فيقسم المال وعمل في الناس بسنة نبيهم (ص) ويلقي الإسلام بجرانه في الأرض . وأخرج أيضاً (2) عن أبي هريرة عن النبي (ص) في حديث أنه قال : ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام . وأخرج القندوزي(3) عن زرارة قال : سئل الباقر رضي الله عنه ، عن قوله تعالى : (قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة (4) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)(5).
صفحة (317) ـــــــــــــــــ (1) انظر السنن ج2 ص423. (2) المصدر ص432. (3) ينابيع المودة ص705. (4) 9/26. (5) 8/39.
قال : لم يجيء تأويل هذه الآية . وإذا قام قائمنا بعد ، يرى من يدركه ، ما يكون من تأويل هذه الآية . وليبلغن دين محمد (ص) ما بلغ الليل والنهار ، حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض ، كما قال الله عز وجل. وعن عباب بن ربعي(1) قال : قال أمير المؤمنين على كرم الله وجهه ، في هذ الاية : والذي نفسي بيده ، لا تبقى قرية إلا نودي فيها بشهادة أن لاإله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، بكرة وعشياً . وأخرج الصدوق في إكمال الدين(2) في الحديث المسند عن النبي (ص) في كلام منقول عن الله تعالى يقول فيه: لأظهرن بهم ديني ولأعلين بهم كلمتي ولأطهّرن الأرض بآخرهم – يعني آخر الأئمة المعصومين عليهم السلام – من أعدائي ولأملكنهم مشارق الأرض ومغاربها .... حتى يعلن دعوتي و يجمع الخلق على توحيدي ...الخ الحديث. وأخرج أيضاً(3) عن محمد بن مسلم الثقفي قال : سمعت : أبا جعفر محمد بن علي الباقر(ع) يقول: القائم منا... يبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عز وجل به دينه ،على الدين كله ولو كره الكافرون. ولا يبقى في الأرض خراب إلا عمر ... الخ الحديث . وما أخرجه المفيد في الإرشاد (4) في حديث عن القائم(ع) ،قال: ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الإسلام ويعترفوا بالإيمان .أما سمعت قول الله سبحانه ." وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه ترجعون "(5) ... الحديث
صفحة (308) ـــــــــــــــــ (1) ينابيع المودة ص 508 ط النجف . (2) انظر الإكمال المخطوط . (3) المصدر المخطوط. (4) ص243. (5) آل عمران : 3/83 .
وأخرج المجلسي في البحار(1) عن المفضل بن عمر : قال الصادق (ع): كأني أنظر إلى القائم على منبر الكوفة ، وحوله أحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، عدة أهل بدر. وهم أصحاب الأولوية ، وهم حكام الله في أرضه على خلقه. وفي حديث آخر (2) عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال : كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين .ليس من شيء إلا وهو مطيع لهم . إلى أخبار أخرى مشابهة . القسم الثاني : ما دلّ من الأخبار على أن المهدي (ع) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً . وهو خبر متواتر، كما سبق أن عرفنا أخرجته الصحاح العامة والحفاظ وأجمع رجال الحديث من الفريقين على صحته وقد خرجناه في التاريخ السابق(3). وقد ورد بألفاظ متقاربة وبمناسبات مختلفة . بمعنى أن النبي (ص) وقادة الإسلام (ع) كرروه مراراً ، ولم يقتصروا على المرة والمرتين . ومن هنا كان مجموع النقول واضحة ومتواترة . والمراد من (الأرض) كل الأرض المعمورة بطبيعة الحال ، إذ لا قرينة على ما دون ذلك . القسم الثالث : تشبيه المهدي (ع) بذي القرنين ، في سعة الملك . أخرج الصدوق في إكمال الدين(4) عن جابر بن عبدالله الأنصاري ، قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : إن ذي القرنين كان عبداً صالحاً جعله الله حجة على عباده . إلى أن قال : وإن الله عز وجل سيجري سنته في القائم من ولدي . ويبلغه شرق الأرض وغربها حتى لا يبقى منها موضعاً من سهل ولا جبل وطأه ذو القرنين إلا وطأه .. يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً .
ـــــــــــــــــ (1) بجار الانوارج 13 ص 184. (2) المصدر ص185. (3) انظر ص281. (4) اكمال الدين المخطوط .
|
||||
|
|||||