ومسجد (السهلة) أحد مساجد الكوفة يبعد عنها إلى جه الشمال نحو كيلو متر واحد . بناه أحد أصحاب الإمام أميرالمؤمنين (ع) و ويحتوي على عدة نقاط ، روى أنها موضع صلاة عدد من الأنبياء والأولياء  والظاهر أن أول من قام بتحديدها هو السيد مهدي بحر العلوم من أبرز علماء الإمامية في القرن الثاني عشر الهجري . وهو أعلم ما قال وفعل .

منها: الموضع الذي يعرف مقام المهدي (ع) . الذي يروي أ ن الإمام المهدي (ع) صلى فيه ركعتين في بعض عصور غيبته .

وأما (جامع الكوفة) الكبير الذي كان مركز قضاء الإمام أمير المؤمنين (ع) وصلاته وخطبه .وفيه الموضع الذي ضرب فيه ضربته التي توفي عنها ... وكان له في التاريخ الإسلامي أثر كبير ، فهذا الجامع غني عن التعريف .

(الجهة الثانية والجهة الثالثة حذفت من  المسودة )

الجهة الرابعة : هل هذه الروايات قابلة للإثبات بالنسبة إلى الأغراض التي سقناها من أجلها .

دلتنا هذه الروايات على عدة اشياء داخلة في حاجتنا وغرضنا :

أولاً : أن المنطقة الرئيسية لوجود الإمام المهدي (ع) بعد مكة المكرمة هي الكوفة (بالمعنى الشامل للنجف الأشرف).

وقد أصبح هذا المضمون مستفيضاً بل متواتراً ، بعد أن كان مروياً من كلا الفريقين . ويدل عليه هذا المجموع من الروايات . كما تدل عليه الأخبار التي سمعناها لسفر المهدي (ع)  وجيشه إلى الكوفة . و تدل عليه أيضاً مجموعة أخرى  من الأخبار التي تتحدث عن انجازات المهدي (ع)  في الكوفة ، مما أجلنا الحديث عنه .

ثانياً : اجتماع المؤمنين في الكوفة نصرة وتأييداً للإمام (ع) .

وقد دلّ على ذلك عدد من الأخبار ، ذكر أهمها . وهو عدد كاف للإثبات .

ثالثاً : إلقاء المهدي خطاباً أساسياً في مسجد الكوفة .

 

صفحة (314)

 

وهذا  ما دلت عليه روايتان مما سبق روتهما ثلاثة من المصادر الإمامية القديمة . فإذا لاحظنا طبيعة الموقف تقتضي إلقاء هذا الخطاب ، بحيث لو لم يرد له ذكر ، لكان الأنسب عرضه كأطروحة محتملة على أقل تقدير ، فكيف وقد ورد ذكره في الأخبار .إذن ، يكون هذا الخطاب ثابتاً وتاريخياً.

رابعاً : إن الكوفة والعراق على العموم ، محكومة للسفياني ،وإنه يقوم من المهدي (ع) – لأول مرة – موقف المجاملة والملاينة .

وهذا ثابت تاريخياً كما سمعنا من أخبار السفياني السابقة ، وما سيأتي من الأخبار التي تتحدث عن قتاله مع المهدي (ع) ، وإن كانت أخبارنا في هذا الفصل لم تذكر ذلك بوضوح .

خامساً : إن الشعب الكوفي والنجفي سيخضع للمهدي (ع) بسهولة ويؤيده بحرارة .

وهذا واضح من مجموع الروايات ، وقد تحدثت كل منها عن زاوية من نتائجه ... إلى جانب مناسبته مع طبع هذا الشعب وطبع الحوادث .

نعم ، دلت إحدى الروايات أن المهدي (ع) يصلي بالناس صلاة الجمعة .

وهو أمر دلت عليه الروايات ، وتقتضيه القواعد الفقهية الإسلامية أيضا، كما لا يخفى على المطلع .إلا أننا عرفنا أنه لا دليل على شرعة إقامته لهذه الصلاة ...وإن  كان الطلب منه لإقامتها سريعاً ، نتيجة لإندفاع الناس عاطفياً نحو الإمام المهدي (ع) وحبهم له واحترامهم إياه واعتبارهم له الحجة بينهم و بين الله تعالى .

فقد تتأخر إقامتها إلى حين انتهاء بناء المسجد الكبير في النجف بين الغريين .

سابعاً: إن المهدي (ع) يبدأ بغزو العالم انطلاقاً من الكوفة ، وذلك بإرسال السرايا وبث الجيوش المتكاملة للقيام بهذه المهمة .

وقد عرفنا ذلك تاريخياً ، بعد وروده في مصادر كلا الفريقين . حتى اعتبره الشبلنجي أصلاً مسلماً ، كما عرفنا .

مضافاً إلى اقتضاء طبع الحوادث له ، من حيث الحصول على القوة الكافية لهذا الهدف يومئذ وعدم حصولها قبل ذلك .وخاصة بعد سيطرته على حكم البلاد على وجه العموم ،وأما تأجيلها أكثر من ذلك فهو بلا موجب بعد حصول القوة الكافية ،ووجود الضمانات الكافية للإنتصار التي سنسمعها عما قريب .

هذه هي أهم الأمور التي أردنا التعرف عليها في هذا الفصل .

 

صفحة (315)