ويتساءلون أيضاً ! لماذا كل هذا الحرص من الله – سبحانه وتعالى – على هذا الانسان بالذات ، فتعطل من اجله القوانين الطبيعية ، ويفعل المستحيل لإطالة عمره والاحتفاظ به لليوم الموعود ، فهل عقمت البشرية عن انتاج القادة الأكفاء ؟ ولماذا لا يترك اليوم الموعود لقائد يولد مع فجر ذلك اليوم ، وينمو كما ينمو الناس ، ويمارس دوره بالتدريج حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ان ملئت ظلماً وجوراً ؟

ويتساءلون أيضاً ! إذا كان المهدي إسماً لشخص محدّد هو ابن الامام الحادي عشر من أئمة أهل البيت (ع) الذي ولد سنة (256) هـ وتوفي أبوه سنة (260) هـ ، فهذا يعني أنه كان طفلاً صغيراً عند موت ابيه ، لا يتجاوز خمس سنوات ، وهي سن لا تكفي للمرور بمرحلة إعداد فكري وديني كامل على يد أبيه ، فكيف وبأي طريقة يكتمل اعداد هذا الشخص لممارسة دوره الكبير ، دينياً وفكرياً وعلمياً ؟


صفحة (21)
 

ويتساءلون أيضاً ؟ إذا كان القائد جاهزاً فلماذا كل هذا الانتظار الطويل مئات السنين ؟ ليس في ما شهده العالم من المحن والكوارث الاجتماعية ما يبرَّر بروزه على الساحة واقامة العدل على الأرض ؟

ويتساءلون أيضاً ! كيف تستطيع أن نؤمن بوجود المهدي ، حتى لو افترضنا ان هذا ممكن ؟ وهل يسوغ لانسان ان يعتقد بصحة فرضية من هذا القبيل دون ان يقوم عليها دليل علمي أو شرعي قاطع ؟ وهل تكفي بضع روايات تنقل عن النبي (ص) لا نعلم مدى صحنها للتسليم بالفرضية المذكورة ؟

صفحة (22)