|
||
|
وحين رأت الدولة
ذلك منه ، ناجزته القتال ببعض قوادها كسعيد الحاجب (4) ومحمد المولد(5)
وموسى بن بغا (6) إلا أنهم لم يؤثروا شيئاً ، وكان يستظهر عليهم
صاحب الزنج ، وكانت اليد الطولى في محاربته ومصابرته والقضاء عليه في النتيجة ،
لأبي احمد الموفق طلحة بن المتوكل (7) ،
بمعونة ولده أبي العباس المعتضد الذي أصبح أول خلفاء بغداد بعد
أفول نجم سامراء . (1) الكامل جـ 5 ص 362 . (2) المصدر ص 359 . (3) المصدر ص 358 . (4) المصدر ص 361 . (5) المصدر ص 363 . (6) المصدر ص 367 .
(7)
الكامل جـ 5 ص 395
، وانظر العبر جـ 2 ص 15 . صفحة (73)
والتحق لمعونته أخيراً عام 269هـ لؤلؤ غلام أحمد بن طولون الذي انشق على مولاه ، وسار إلى الموفق وهو يقاتل الزنج (1) وكان له يد طولى في القضاء على حركة الزنج في آخر آيامها (2) حتى قيل في عسكر الموفق (3) : كيفما شئتم فقولوا إنما الفتح للولو ولم يكن لجيش الموفق تجاه الزنج رحمة ، وإنما كانت الحرب معهم حرب إبادة ، وقد أعمل معهم سائر أنحاء القتل من الإحراق والإغراق والمطاردة وغير ذلك(4).واستنفذوا ما لا يحصى من النساء والصبيان والمساجين(5). واستأمن إلى الموفق عدداً من قواد الزنج قبل قتله وبعده(6) ، وقد كان لقتله والقضاء على حركته أثر كبير على سائر الناس بالشعور بالسرور والأمن ، وقيلت في ذلك أشعار كثيرة (7) . وقد أثرت مواقف الموفق هذه على سيطرته التامة على الأمور كلها في الدولة ، على الجيش والتعامل مع ولاة الأطراف وجباية الأموال وعزل وتنصيب الوزراء (8) ، ــــــــــــــــــــــــ (1) الكامل جـ 6 ص 49 . (2) المصدر ص 51 . (3) المروج جـ 4 ص 124 . (4) انظر مثلاً ص 46 جـ 6 من الكامل وغيرها . (5) انظر المصدر ص 47 . (6) المصدر ص 53 . (7) المصدر ص 53 ـ 54 . (8) المصدر ص 17 .
حتى لم يبق لأخيه المعتمد من الخلافة إلا اسمها ، ولا ينفذ له توقيع لا في قليل ولا في كثير (1) حتى قال : أليس من العجائب أن مثلي يرى ما قل ممتنعاً عليه في ثلاث أبيات ، سبقت . وبقي الموفق على ذلك حتى مات عام 278هـ (2) . فاجتمع القواد وبايعوا ابنه أبا العباس بولاية العهد ، ولقب المعتضد بالله (3) ولا يخفى ما اكتسابه القوة والسيطرة أثناء حربه للزنج ، وتمرسه على أنحاء القتال والقيادة ، في تولي الخلافة في العام الذي يلي، أي عام 279هـ ، بعد المعتمد ، فكان أول خلفاء بغداد ، بعد أفول نجم سامراء . السابع : من خصائص هذا العصر. وليست من مختصاته ، حصول ثورات متعددة في الأطراف داعين إلى الرضا من آل محمد (ص) ، أو متمردين على الظلم والعسف الذي كان ينال المجتمع بشكل عام ، وينالهم بشكل خاص . والفكرة الأساسية التي كانت تقوم عليها الدولة ، وقتئذ بجميع أجهزتها وطبقاتها ، هو النفرة من العلويين ، ومطاردتهم والضغط علهيم . ــــــــــــــــــــــ (1) المصدر ص 49 . (2) المصدر ص 67 وما بعدها . (3) المصدر ص 69 .
|
|