النقطة الثانية :إن لخطبة البيان نسختين غير متشابهتين . يكفينا أنه ليس في النسخة الثانية تعرض لأنصار الإمام المهدي (ع). وإنما تعدد أسماء الحكام الذين يوزعهم على العالم .ونحن لا نعلم أن أي النصين أو النسختين هي الصادرة عن أمير المؤمنين (ع) ، فيكون كلاهما ساقطاً عن قابلية ألإثبات .

النقطة الثالثة : إن عدداً من المدن والأماكن  المذكور فيها غير معروف .وينبغي أن نلتفت أن للخطأ المطبعي والكتابي دخلاً كبيراً في تغيير أسماء البلدان ،مضافاً إلى صعوبة الضبط خلال كتابة الخطبة ، في مثل القوائم المفصلة ، مع تشابه الأسماء وتفرق البلدان .

هذا ولعل بعضها قرى منعزلة غي معروفة ، وبعضها معروف ولكنه بائد الآن تماماً .

ولعل بعضها مدن ستوجد في المستقبل لا نعلم الآن منها شيئاً !!

النقطة الرابعة : إن هاتين الروايتين بالرغم من التقائهما في عدد من المضامين إلا انها تحتوي على عدد من نقاط التعارض ، كما لا يخفى على القارىء عند المقارنة .

النقطة الخامسة : توجد بعض الروايات الأخرى الناقلة لأسماء أنصار الإمام المهدي (ع) ، وهي تختلف ايضاً مع كلتا الروايتين وفي أسماء المدن وأسماء الأشخاص معاً ، في أسماء المدن وأسماء الأشخاص معاً ،وإن اتفقت معهما على بعض الأمور الرئيسية ، كعدد الطالقانيين في هؤلاء الخاصة .

ومهما يكن شأن تلك الروايات التي لا نحب الإطالة بذكرها ، فإنها تعارض كلتا هاتين الروايتين في عدد من مضامينهما ... فتكون قابلية هاتين الروايتين وتلك المشار إليها ، للإثبات التاريخي أقرب للوهن والسقوط.

ولكننا إذا أردنا أن نكون عن جنسيات أصحاب الإمام المهدي فهماً معيناً لا بد ان نغض النظر عن هذ النقاط ...وإلا كان الطريق إلى فهم ذلك منسداً تقريباً ،وإن كان الجهل بذلك لا يحتوي على إسفاف تاريخي أو عقائدي.

الناحية الثانية :لا يخفى وجود نقطتين للقوة في هذه الروايات ،ونظرنا إلى هذا الإستدلال بها ، لو ضممنا إلى الروايتين الأخيرتين مع معطيات الروايات  ، ونظرنا إلى هذا المجموع كله .

النقطة الأولى :اشتراك مضمون كل من الروايتين الأخيرتين مع معطيات الروايات الأخرى ...إذا لوحظت الروايتين كل على حدة .

 
صفحة (282)

 

النقطة الثانية : أن هناك عدد من المعطيات مشترك بين هاتين الروايتين ومشترك في نفس الوقت مع مضمون بعض الروايات السابقة .وإذا أصبح المضمون متسالماً عليه بهذا الشكل ، فمن الممكن القول بأنه ثابت تاريخياً ومتجاوز نقاط الضعف السابقة ، باعتبار تسالم عدد من الروايات على صحته .وسنرى لكل من هاتين النقطتين فيما يلي :

الناحية الثالثة : أننا بملاحظة مجموع الروايات الناقلة لجنسيات أصحاب الإمام المهدي(ع)  ويمكن أن نصل إلى النتائج التالية:

النتيجة الأولى : أن مضمون (حديث الطالقان) مروي عن النبي (ص) من كلا الفريقين .وإن اختلف بعض الفاظه.

النتيجة الثانية : إن مقدار الكنز الذي بشربه النبي (ص) وامتدحه ، في الطالقان ، مكون من أربعة وعشرين رجلاً .فإن ذلك مما تسالمت عليه جميع الروايات الناقلة لأسماء هؤلاء الأصحاب ، بالرغم من اختلافاتها الأخرى .

النتجة الثالثة : إن مصر والشام والعراق من جملة البلاد التي تحتوي على عدد من هؤلاء الخاصة . فقد ذكرت ذلك على وجه الإجمال الروايات من الفريقين ، كما ذكرا الروايات المكرسة لأسمائهم عدداً من مدن هذه البلاد وأن في كل منها جماعة منهم .

النتيجة الرابعة : نصت الروايات التي سمعناها على أن هؤلاء يجتمعون من مختلف بقاع العالم ...وهذا هو نفس المعطى الذي توحيه الروايات المكرسة لأسمائهم .

النتيجة الخامسة :إن الأعم الأغلب من هؤلاء الخاصة ،هم من المشرق الأوسط الذي كان هو الموقع الرئيسي لخط الأنبياء والمرسلين ، والمنطلق الأهم للتخطيط الإلهي .فمصر سوف ترسل من عدد  من مدنها (نجباء) ... والعراق سوف تعطي عدداً آخر (أخياراً) وخاصة من البصرة والكوفة والنجف ...والشام تبعث أبدالاً وخاصة من دمشق نفسها .وإن كان عنوان الشام في الأخبار شاملاً لكل من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين .والحجاز سوف تشارك في هذا المجد العظيم بأفراد من مدينتها المقدستين : مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرهما .

و(المشرق) سوف يشارك أيضاً في هذه المهمة الجليلة ، كما نصت على ذلك الروايات الموجزة والروايات المطولة معاً .فإنه عنوان ينطبق على ما كان في شرق المنطقة المشار إليها ، أعني في شرق العراق على وجه التحديد . وهو يشمل إيران على الخصوص، والمنطقة الشاملة لأفغانستان وباكستان والجمهوريات المسلمة في الإتحاد السوفيتي على العموم .وقد عددت الروايات المطولة عدداً من مدن هذه المنطقة ،وإن كان أغلبها من إيران خاصة.

 
صفحة (283)

 

النتيجة السادسة : إن سائر مناطق العالم سوف تشارك في هذه المهمة ولكن على نطاق أضيق .

وإن أوسع المناطق مشاركة بعد المناطق السابقة هو الشمال الأفريقي المسلم، وتليه إفريقيا السوداء ،وهنالك أفراد من اليمن وشرق الجزيرة العربية ومن ،أوروبا وقبرص ومن الشرق الأقصى ،وهذا ما تدل عليه الروايات المطولة من الخصوص ،وما دل من الروايات على ان أصحاب المهدي (ع) يجتمعون في كل مناطق العالم.

الناحية الرابعة : إذا اعتبرنا اتفاق الروايتين الأخيرتين ، قابلاً للإثبات التاريخي .

أمكننا أن نلاحظ ما يلي :

أولاً: اتفقت الروايتان على نسبة قليلة من المدن . فبينما ذكرت الرواية الأولى مائة وستاً وعشرين مدينة والثانية : مائة وست مدن مع انساب وعناوين أخرى... نراهما يتفقان في تسمية خمس وثلاثين مدينة فقط . وهي نسبة تقل عن الثلث في كلتا الرواتين .

ثانياً : لأجل الحقيقة وتسهيلا على القارئ نذكر المدن المتفق عليها : البصرة ، عسكر مكرم ، عمان ، سيراف ، شيراز ، أصفها ، الكرخ ، قم ، الطالقان ، قزوين ، أرمنية ، الزوراء ، عبادان ، الموصل ، نصبين، نابليس ، حلب، حمص ، دمشق،  بيت المقدس، غزة ، الفسطاط الإسكندرية ، الافرنج ، عدن ، المدينة ، مكة ، الطائف، مرو ، هجرعرفات (عرفة) ، رملة (رملية) عكا ، انطاكية ، اليمامة .

ثالثا: اختلفت الرواتيات في العدد الذي يخرج من هذه المدن .... فيما عدا احدى عشر مدينة ، هي كما يلي: البصرة اثنان ، الطالقان أربع وعشرون بالس واحد ، عرفات واحد ، الفسطاط أربعة ، المدينة المنورة عشرة ، مكة المكرمة أربعة، هجر واحد ، عكر اثنين . أنطاكية واحد.

رابعاً: اهملت الرواية الثانية عدداً من المدن المهمة التي ذكرتها الرواية الاولى والتي يبعد أن لا يوجد أحد من الخاصة نذكر على سبيل المثال : بروجرد ونهاوند وهمدان وخرسان وأردبيل وصيدا وصور والاحساس والقطيف ودمياط والقيروان .       

واهملت الرواية الثانية عددا من المدن المهمة التي ذكرتها الرواية الاولى والتي يبعد أن لا يوجد أحد من الخاصة . نذكر على سبيل المثال : بروجرد ونهاوند وهمدان وخرسان وأربيل وصيدا وصور والاحساء والقطيف ودمياط والقيروان .

واهتمت الرواية الاولى عددا من المدن المهمة أيضا ، مما ذكرتة الرواية الثانية ـ كعمان وقاشان وسمر قند وبغداد وكربلاء والنجف والكوفة وعكا والبحرين واليمن .

ويعتبر هذا من نقاط الضعف في هاتين الروايتين .


صفحة (284)